يشكل الكيان الصهيوني ظاهرة استثنائية في السياسة الدولية المعاصرة، حيث يعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي لضمان بقائه واستمراره. وتلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورًا رئيسيًا في هذا السياق، حيث توفر له دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً غير محدود، مما يجعل منه كياناً صناعياً غير مستقر، يواجه تحديات كبيرة على مستوى الشرعية والبقاء.
إن الولايات المتحدة تلعب دورًا خبيثًا في دعم الكيان الصهيوني، حيث تعمل على تقويته وحمايته من الانهيار عبر تقديم مساعدات هائلة .
فتقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية سنوية بمليارات الدولارات، تشمل تزويد إسرائيل بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مما يمنحها تفوقاً نوعياً على جيرانها في المنطقة.
بالإضافة إلى المساعدات العسكرية، توفر الولايات المتحدة دعماً اقتصادياً كبيراً، بما في ذلك القروض والمنح المالية والمساعدات التنموية التي تساعد في تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي.
و تلعب الولايات المتحدة دوراً حاسماً في حماية إسرائيل على الساحة الدولية، حيث تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع أي قرارات قد تدين أو تعاقب إسرائيل على سياساتها العدوانية والتوسعية.
و يتضمن الدعم الأمريكي أيضاً التعاون الاستخباراتي الوثيق، وتبادل المعلومات الأمنية والتكنولوجية التي تعزز من قدرات إسرائيل في مجالات متعددة.
والدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل يؤدي إلى عدة تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، منها:أن الدعم الأمريكي غير المشروط يعزز من عدوانية إسرائيل وتحديها للقوانين الدولية، مما يزيد من حدة التوترات والصراعات في المنطقة.
و الدعم الأمريكي يعرقل أي جهود جادة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، حيث تشعر إسرائيل بأنها محمية من أي ضغوط دولية تفرض عليها تقديم تنازلات حقيقية.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن الدول العربية تعاني من ضعف وتشتت في مواجهة الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
وتعاني الدول العربية من انقسامات داخلية وصراعات إقليمية تجعلها غير قادرة على توحيد صفوفها في مواجهة إسرائيل.
والعديد من الدول العربية تعتمد اقتصادياً وسياسياً على الولايات المتحدة والدول الغربية، مما يحد من قدرتها على اتخاذ مواقف قوية ضد إسرائيل.
وتفتقر الدول العربية إلى استراتيجية موحدة وشاملة للتعامل مع التهديدات الإسرائيلية، مما يجعل ردود أفعالها غير فعالة وتفتقر إلى التأثير.
و على الرغم من الجهود الدبلوماسية المبذولة، إلا أنها غالباً ما تكون غير كافية لمواجهة النفوذ الإسرائيلي المدعوم أمريكياً على الساحة الدولية.
إن الكيان الصهيوني يبقى كياناً أجوفاً يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي لضمان استمراره، ولولا هذا الدعم لكان قد واجه انهياراً محتملاً منذ زمن. وفي الوقت ذاته، تظل الدول العربية بحاجة إلى توحيد صفوفها وتعزيز قدراتها الذاتية لمواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الإسرائيلية العدوانية. تحقيق التوازن في المنطقة يتطلب إعادة النظر في العلاقات الدولية والاستراتيجيات السياسية لتحقيق السلام والاستقرار المنشودين.