
وصلتني بعض الآراء والتعقيبات على ما كتبته بشأن الوضع السوري.
وسأعرض أهم الآراء لكي نرى الصورة كاملة من مختلف الجوانب.
الرأي الأول: إن نظام الأسد كأي نظام عربي، والأنظمة العربية بشكل عام تمتاز بالقمع السياسي ولا تقبل الآخر أبدًا، ولو كلفها ذلك سفك الدماء، ونظام الأسد لايختلف عنهم.
ومن زاوية أخرى فإن نظام الأسد هو النظام العربي الوحيد الذي له حدود مباشرة مع فلسطين، ولم يطبع مع الصهاينة، وكان نظاماً قوياً قبل 2011، وداعماً للمنظمات الفلسطينية المقاومة، ويعتبر المعبر المهم لسلاح المقاومة في لبنان وفلسطين، لذلك بعد فشل الصهاينة في حربهم على حزب الله في 2006، خططوا لتجفيف منابع تسليح المقاومة من سوريا، فاستغل الصهاينة انتفاضة الشعب السوري في 2011، ( بغض النظر عما يدّعيه حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق، بأن أصل الانتفاضة كان من تحريض أمريكا وبمشاركة صهيونية ودعم مالي من بعض الأنظمة العربية)، وقد استغل الكيان الصهيوني تلك الأحداث ووظفها لتنفيذ مخططه بإسقاط النظام السوري، لخنق المقاومة، إن إسقاط النظام في سوريا يعني أن الدور قادم سريعاً على العراق، ثم على إيران.
الرأي الثاني: فلسطين ولبنان والأردن مرتبطون كلهم جذرياً مع سوريا الكبرى. والحل للقضية الفلسطينية واضح وقديم، وقد طرحته المملكه العربية السعودية مراراً، وآخرها في المؤتمر الدولي الذي أيدته 130 دولة، وهو حل الدولتين، الذي يرفضه الصهاينة كلياً.
في ظل العجز العربي، والتفوق العسكري والتكنولوجي الصهيوني المدعوم من أمريكا وأوروبا، وعدم التكافؤ في ميزان القوة بين الطرفين، وكنظرة واقعية، ليس لدينا إلا ذاك الخيار، وعلينا التمسك به، لكي تجبر دول العالم الكيان الصهيوني على قبوله ولا يماطل في تنفيذه.
إن عدم التكافؤ في القوة جلب الدمار في غزة. وهذا الأسلوب الذي تتبعه حماس سيقضي على ما تبقى من الشعب الفلسطيني لا سمح الله، ليس فقط في غزه بل في الضفة والجليل.
الرأي الثالث: الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال (عاموس يادلين والجنرال أودي أفينتال)، في لقاء على القناة “12” العبرية، يؤكدان على الحلم الإسرائيلي القديم بتقسيم سوريا، والعديد من تصريحات المفكرين الأمريكان، يؤكدون التخطيط منذ ١٩٩٦ لما يحدث الآن في سوريا، وتقسيمها إلى دويلات متناحرة على أساس طائفي.
الرأي الرابع :
ما حصل في سوريا تم الترتيب له بين الإدارة الأمريكية والصهيونية وعملائهم في تنظيم القاعدة. وهذه الجماعات مدعومة من أوكرانيا من ناحية التدريب واستخدام المسيرات. ولهذا كان توقيت الهجوم بعد دخول الهدنة في لبنان حيز التنفيذ.
الأمريكان قاموا بإعطاء أحداثيات تواجد قوات النظام للصهاينة.
تركيا ليست من خطط لهذا الهجوم ولكنها مستفيدة جدًا من الصراع ببن عناصر (قسد)، والتي تشكل فيها مجموعات حزب العمال الكردستاني العمود الفقري، وبين مجموعات القاعدة. وكل هذا يحدث بسبب عدم قبول النظام السوري المصالحة مع تركيا. ما بعد سقوط سوريا وتدمير ما تبقى من الشام سيأتي الدور على تركيا. العصبية القومية والطائفية البغيضة هما أهم عناصر سقوط الأمة، ونجاح المشروع الصهيوني. تركيا ليست جزء من المشروع الصهيوني، إنما أغلب حكام الدول العربية هم جزء من المشروع الصهيوني، والذي هو ضد الإسلام والإنسانية وليس ضد العرب فقط.
العرب أعزهم الله بالإسلام، والأمة كلها مستهدفة ومن عبّد الطريق لنجاح المشروع الصهيوني هم الحكام العرب والمسلمين وأولهم حكام دول الطوق.
الرأي الخامس:
هل تعرفين الشرارة التي أطلقت أحداث ٢٠١١ في سوريا ؟
مجموعة من الأطفال كتبت شخابيط على الجدران عن سقوط النظام في مدينة (درعا ) الجنوبية، وكان محافظ درعا آنذاك هو ابن خالة الرئيس بشار .
بعدها تم اعتقال الأطفال من قبل السلطات وتعرضوا للتعذيب، وقام وفد من وجهاء درعا وشيوخ العشائر بزيارة المحافظ والسلطات من أجل التوسط لإيجاد حل لاعتقال الأطفال، فقيل لهم أنسوا أطفالكم!
ومما زاد الطين بلة، أنه تم تسليم بعض الأطفال جثثاً هامدة لأهاليهم وعليها آثار التعذيب الوحشي!
الرأي السادس:
التطبيع قادم إلى كل الدول العربية، وقمع الحريات في العالم العربي، وخاصة في الدول المطبعة، هو وسيلة لاستكمال المخطط، لتتحول جميع الأنظمة العربية إلى أداة في يد الصهاينة يحركونها كما يشاءون، غزة البداية، فما حصل ويحصل فيها من مجازر وإبادة للبشر والحجر، وتهويد الأرض في القدس والضفة والاستيلاء على مساحات واسعة لبناء المستوطنات، دليل على همجية أمريكا والغرب، ودليل على كيلهم بألف مكيال، فعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مازال العدو يستبيح القرى الجنوبية ويدمر ما تبقى من البنية التحتية، وما حدث في سوريا بداية لمخطط جهنمي يجتاح المنطقة العربية بأكملها، عبر الحروب والفوضى والتطبيع، ليتم الاستيلاء على كل الموارد من بترول وغاز ومعادن وذهب وموانئ وأنهار وبحار والتحكم بالشعوب وتفقيرها وذبحها، برعاية أمريكية أوروبية صهيونية لتحقيق إسرائيل الكبرى.
فهل نستحق ما يحصل لنا؟ أنظمة وشعوبًا، بسبب التمسك بالدكتاتورية المُسلطة على رقاب الشعوب، حفاظا على الكراسي المدعومة من الغرب.
الرأي السابع:
ماذا فعل النظام السوري السابق للقضية الفلسطينية؟
سأعطيك فقط بعض الأمثلة :
١- لم يطلق رصاصة واحدة ( ولو بالخطأ) على الصهاينة منذ عام ٧٤، وكانت الجولان أهدأ جبهة مع الصهاينة.
٢- قتل الآلاف من الفلسطينيين في مجازر موثقة ( مجزرة تل الزعتر ، مجازر مخيمات طرابلس، مجزرة مخيم اليرموك في دمشق إلخ).
٣- اعتقل وقتل العديد من القيادات الفلسطينية التي اختلفت معه وشق الصف الفلسطيني مرات عديدة.
٤- من فروع المخابرات السورية( فرع فلسطين)، وكان فرعاً مرعباً، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، فالكل يتاجر باسم بفلسطين.
لذلك نقول لنعطي الثوار الجدد فرصة ولنحترم خيارات الشعب السوري ولا نفرض عليهم ما نريده نحن.
الرأي الثامن:
أجزم بأن ٧ أكتوبر كان طُعماً من اجل الاستيلاء على الصيد الثمين سوريا، أما الأسرى فهم من من الطبقه الثانية رعاع اليهود الذي تم استقطابهم للسكن والعمل في المستوطنات، وليس من مصلحة النتن ياهو إطلاق سراحهم الآن، بل سينتظر حتى ينهي مهمته في لبنان وسوريا، وحتى يستلم ترامب البيت الأبيض سيتم فرض التطبيع على السعوديه وأخواتها.
وعسى الله لا ينوّل الصهاينة مرادهم أبداً.