
عبدالرحيم عبدالباري
خلال زيارته لمستشفى “أهل مصر” رئيس الوزراء … نموذج فريد لرعاية ضحايا الحروق
في ظل الاهتمام المتزايد بتطوير المنظومة الصحية في مصر، تأتي المشروعات الأهلية كمكمل رئيسي لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، ومن بين هذه المشروعات يبرز مستشفى “أهل مصر” لعلاج الحروق بالمجان، وخلال زيارته التفقدية للمستشفى، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالدور الإنساني والطبي الذي تقوم به المؤسسة، مؤكدًا على أهمية تكاتف الدولة والمجتمع المدني في مواجهة التحديات الصحية الكبرى.
أعرب رئيس الوزراء عن تقديره العميق لدور المستشفى في إنقاذ الأرواح وتقديم العلاج المجاني للمصابين بالحروق، مشيرًا إلى أن هذه الإصابات تشكل تحديًا صحيًا خطيرًا، خاصة بين الأطفال، كما أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، أن المستشفى يُعد إضافة قوية للقطاع الطبي في مصر، نظرًا لتخصصه الفريد وتقنياته الحديثة التي تتيح أفضل سبل العلاج وإعادة التأهيل للمصابين.
خلال الجولة، قدمت الدكتورة هبة السويدي، رئيس مجلس أمناء المستشفى، شرحًا مفصلًا عن المستشفى الذي افتُتح في مارس 2024، مشيرةً إلى أنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا المتخصص بالكامل في علاج وتأهيل ضحايا الحروق، وأوضحت أن المستشفى لا يقتصر على تقديم العلاج الجسدي، بل يمتد ليشمل التأهيل النفسي والاجتماعي، مما يعكس نهجًا شاملاً في التعامل مع المصابين.
يتميز مستشفى “أهل مصر” بإمكانات طبية فائقة، حيث يضم 201 سرير، و14 عيادة خارجية، و25 وحدة عناية مركزة للأطفال، و20 وحدة عناية مركزة للكبار، و7 غرف عمليات، إضافةً إلى 79 وحدة رعاية عالية، وتُتيح هذه الإمكانات تقديم خدمات طبية متكاملة تشمل الرعاية العاجلة، والجراحات الترميمية، والعلاج الطبيعي، والدعم النفسي، مما يجعله مركزًا طبيًا متكاملًا لعلاج الحروق.
أكدت الدكتورة هبة السويدي أن المستشفى يتبع نهج الرعاية متعددة التخصصات، حيث يضم فريقًا طبيًا متكاملاً يشمل جراحي التجميل والحروق، وأخصائيي العلاج الطبيعي والنفسي، وأطباء التخدير والعناية المركزة، مما يضمن تقديم رعاية متكاملة تُساعد المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية.
منذ بدء التشغيل في مارس 2024، استقبل المستشفى أكثر من 5180 حالة في العيادات الخارجية، و1600 حالة طوارئ، وأجرى 450 عملية جراحية، كما تم تقديم 4610 جلسات علاج طبيعي، و222 جلسة علاج نفسي، مما يؤكد دوره الفاعل في تحسين جودة حياة المصابين وإعادة تأهيلهم بدنيًا ونفسيًا.
يقدم المستشفى مجموعة من برامج التأهيل، مثل برنامج “العلاج الطبي” الذي يُركز على التدخلات العاجلة لإنقاذ حياة المصابين، وبرنامج “إعادة التأهيل الجسدي” الذي يساعد الناجين على استعادة وظائفهم الحركية، بالإضافة إلى برنامج “العلاج النفسي” الذي يُساعد المصابين على التكيف مع تحدياتهم الجديدة، كما يوفر المستشفى فرصًا اقتصادية للمتعافين من خلال متجر للمنتجات اليدوية التي يصنعها الناجون كجزء من إعادة دمجهم في المجتمع.
أكد البروفيسور نعيم مؤمن، رئيس المجلس الطبي بالمستشفى، أن البحث العلمي يُعد ركيزة أساسية في تطوير علاج الحروق، حيث يركز المستشفى على تطوير تقنيات علاجية جديدة وتحسين نتائج العلاج من خلال الأبحاث المتخصصة، مما يعزز مكانته كمركز إقليمي لعلاج الحروق.
في ختام الزيارة، أعلن رئيس الوزراء تخصيص 10 ملايين جنيه لدعم المستشفى، مؤكدًا استمرار الدعم الحكومي لهذا الصرح الطبي المتميز، كما أشاد بالدور الإنساني الذي يلعبه المستشفى في تخفيف معاناة المصابين وإعادة تأهيلهم نفسيًا وجسديًا. مستشفى “أهل مصر” ليس مجرد منشأة طبية، بل هو نموذج مضيء للرعاية الصحية المتخصصة، ودليل حي على أهمية التعاون بين الدولة والمجتمع المدني في بناء منظومة صحية قوية تُلبي احتياجات المواطنين بأعلى المعايير.