
عبدالرحيم عبدالباري
شهد فندق كونراد، الاربعاء الماضي، 29 من سبتمبر، مناقشة دور الاعلام والدراما فى مكافحة التبغ والتدخين،
حيث عقد الاجتماع بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية فى مصر وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بحضور لفيف قيادات منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة، وعدد من المهتمين بمكافحة التدخين من الفنانين والاعلاميين،
ودارت حلقات النقاش بين صناع الدراما حول الدور المتوقع من الدراما لكى تشارك فى جهود مكافحة التدخين شارك فىها
كلا من: (المخرج محمد فاضل، الفنانه نهال عنبر، الفنان طارق الدسوقى، المخرج محمد أبوداوود، السيناريست ايمن سلامة، الناقده حنان أبو ضياء، الناقد خالد محمود)، وادار الحوار الاعلامي ابراهيم الكردانى.
واوضح الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، باعتباره أحد أبرز محاربي ظاهرة التدخين في مصر، أن تأثير الفن على الحياة لا يمكن إنكاره، والأمثلة عليه أكثر من أن تحصي، من موضات الشعر الغريبة كقصة كابوريا التي سادت بين الشباب والمراهقين خاصة لفترة طويلة محاكاة لشخصية حسن هدهد التي جسدها الفنان المحبوب (أحمد ذكي)، في فيلمه الشهير، لبلوفر (عمرو دياب)، في فيديو كليب “تملي معاك”، والذي صار كأنه الزي الرسمي للشباب لفترة بعد نجاح الأغنية، وغيرهما الكثير
واشار ان شركات التبغ ادركت مدى فاعلية هذه الوسيلة الترويجية مبكرا جدا (منذ ثلاثينيات القرن الماضي على الأقل)، حيث كشفت دراسات حديثة أن أكثر من 200 من ألمع نجوم هوليوود من العصر الذهبي أمثال (كلارك جيبل، جون وين، جاري كوبر، سبنسر تريسي، بوب هوب، جوان كروفورد، بيتي ديفيز)، كانوا يتقاضون مبالغ طائلة من شركات التبغ لتضمين مشاهد التدخين في أعمالهم الفنية التي صارت كلاسيكيات الآن، والتي ساهمت في تشكيل الوعي المجتمعي لملايين المشاهدين عبرالعقود،
واضاف المغازي انه فى فيلم “شكرا لك على التدخين”، بطولة “آرون إكهارت”، الذي يلعب دور نيك نايلور نائب رئيس أكاديمية دراسات التبغ، وهي أحد جماعات الضغط (اللوبي) في مجال التبغ، والذي يقرر أن السبيل الأمثل لمواجهة الضغوط على صناعة التبغ وإعادة الجاذبية للتدخين، هي إعادة التدخين لشاشة السينما مجددا، وبواسطة المحبوبين من نجوم الصف الأول حيث تقدم شركات التبغ مساهمة سخية لإنتاج فيلم يضم مشهدا عاطفيا يجمع النجم “براد بيت”، النجمة “كاثرين زيتا جونز” وهما يدخنان وينفثان حلقات الدخان باستمتاع في الفضاء.
واكد مغازي انه حين نطالب بتحجيم مشاهد التدخين في الدراما وقصرها على حالات الضرورة الفنية بلا ترويج لمزايا غير حقيقية للتدخين، ويا حبذا لو تم إبراز جوانبه السلبية الحقيقية في نفس السياق الدرامى كما تم تناول ظاهرة الإدمان بشكل ممتاز في “مسلسل تحت السيطرة” ، إنما نطالب بفك الارتباط الشرطي الذي خلقه الفن بين التدخين وبين مفاهيم مثل (الجاذبية/ الثقة بالنفس/ الأهمية/ الاستمتاع/ التركيز/ تجاوز الحزن/ تخفيف الضغط)، كي نحمي المشاهدين في مرحلة تكوين الوعي من ترسخ هذه المفاهيم في وجدانهم، فلا يصير التصرف الطبيعي للمراهق الذي يريد أن: (يحوز الإعجاب / يتجاوز صدمة عاطفية/ يركز في المذاكرة/ يخوض مشاجرة/ يستمتع بوقته/ يتخفف من ضغط أهله)، أن يقوم بإشعال سيجارة متوهما فيها الحل السحري الذي سيساعده على تحقيق كل ما سبق، كما شاهد أبطاله المفضلين يفعلون على الشاشة من قبل.