
وائل السنهورى
انطلقت أول أيام الورش الفنية من يوم السادس عشر من سبتمبر، ابتدأ اليوم بورشة “الحقيقة ورد الفعل التلقائي” بقصر ثقافة الأنفوشي، بقيادة المدربة الأمريكية مونيكا هانكن، وهدفت إلى استكشاف طاقات الجسد والصوت من خلال تمارين مسرحية تعزز الخيال والإبداع.
بدأت الورشة بتمارين إحماء وتعريف متبادل، حيث عرّفت “هانكن” بنفسها وبمسيرتها في نيويورك، مؤكدة حبها لمصر والمهرجان، ومشيدة بشغف الممثلين المصريين وإخلاصهم في تقديم المسرح كـ”هدية” للجمهور.
أوضحت أن قيمة الممثل تكمن في الصدق لا في الاستعراض، وأشادت بعرض “المطبخ” الذي جسّد قضية العنف ضد المرأة كقضية عالمية، مؤكدة أن المسرح وسيلة للتعبير لا مجرد إبهار.
في أولى التمارين، طلبت من كل متدرب أن يذكر اسمه ويؤدي حركة وصوتًا يعبر عن معنى المسرح بالنسبة له، فتباينت الأجوبة بين الحرية والحياة والشغف والكوميديا والدهشة، مما أبرز تنوع الرؤى.
توالت التدريبات بين التحكم في المشاعر، والتواصل البصري، والتحرك بانسجام بسرعات مختلفة، بهدف وعي الممثل بجسده وطاقته.
كما خاضت مجموعات من المتدربين مواقف تخيلية مثل حقل ألغام أو سقوط طائرة أو زحام تايم سكوير، للتأكيد أن الممثل قد لا يعيش تلك الظروف لكنه يستطيع تهيئة نفسه لتجسيدها بصدق.
وتبادل المشاركون طاقات متخيلة في أشكال مختلفة مع أصوات معبرة، ثم أدى كل ثنائي أفعالًا تخيلية وكأنهم يمسكون أشياء غير موجودة، مما ساعد على تنمية الخيال.
كما قدّم كل ثنائي مشهدًا قصيرًا بكلمتين فقط هما: “من فضلك” و”لا”، فأظهروا تنوعًا كبيرًا في التعبير رغم بساطة الحوار.
واختتمت الورشة بتمرين صوتي قائم على التنفس وإخراج المشاعر تدريجيًا بأصوات متصاعدة، بما أبرز العلاقة بين النفس والصوت والشعور.
وفي ختام اليوم، شددت “هانكن” على أن المسرح فضاء حر للتعبير الصادق والخيال، فيما أكد المتدربون أنهم تعلموا تقنيات جديدة في الأداء.
وفي لقاء سريع، أعربت “هانكن” عن سعادتها بالعودة إلى مصر للمرة الثالثة، وإعجابها بطاقة المتدربين المصريين، مشيدة بتفاعلهم وحماسهم، ومؤكدة تطلعها لبقية الورشة.