
في تصريح صحفي تاريخي صدر عنه اليوم، قال “نبيل أبوالياسين”، المحلل الحقوقي البارز والباحث في الشأن العربي والدولي: في لحظة فارقة تكشف موازين القوى الحقيقية، تبرز المواقف كالنجوم في ظلام الليل؛ بعضها ينير درب السلام، وبعضها يغرق في وحل العدوان. بينما كانت دولة الإمارات، بخطاب وزيرتها “لانا نسيبة” على منبر الأمم المتحدة، تزرع بذور الحكمة والدبلوماسية الإنسانية، كان رئيس وزراء الاحتلال “نتنياهو” يحفر بيديه قبراً سياسياً وأخلاقياً لنفسه ولحلفائه. إنه صراع المستقبل ضد الماضي، وإرادة الحياة ضد نزعة الموت.
الإمارات: دبلوماسية الحكمة وإرادة الحياة
أشاد أبوالياسين بالخطاب التاريخي للوزيرة الإماراتية لانا نسيبة في الأمم المتحدة، ووصفه بأنه “نموذج للدبلوماسية الواعية التي ترفع صوت العقل في خضم العاصفة”. وأكد أن تصريحاتها التي شددت على “ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل” ورفض “التوسع وضم الضفة الغربية” تمثل الموقف العربي الأصيل. وعلّق قائلاً: “عندما قالت معالي الوزيرة “اخترنا نهج الحكمة والدبلوماسية الإنسانية”، فإنها لم تعلن فقط عن سياسة دولة، بل عن فلسفة وجود تؤمن بأن المستقبل يُبنى بالعدل لا بالقوة، وبالشرعية لا بالاحتلال.
نتنياهو: رهين الأجندة ومهووس بالإحراق
انتقل أبوالياسين إلى الجانب المظلم من المشهد، موضحاً أن الغطرسة الإسرائيلية بلغت ذروتها عندما علق نتنياهو مصير شعب بأكمله بمصير حكومته الآيلة للانهيار. ولفت إلى أن “هذا المجرم النازي الجديد” يرفض حل الدولتين لأنه يعلم جيداً أنه “بوابته إلى السقوط السياسي والأخلاقي”. وحذّر قائلاً: ما حذرنا منه يتحقق الآن؛ فترامب ونتنياهو يسعيان لإشعال المنطقة بأكملها، والمعلومات عن استعدادات لهجوم غير مسبوق على إيران تؤكد أن عقليتي الحرب والدمار واحدة.
إيران: التحذير والاستعداد
نوه أبوالياسين إلى التصريحات الحاسمة للرئيس الإيراني التي أكدت وجود “خطط جاهزة من خمس إلى ست مراحل” لمواجهة أي عدوان، معلقاً: إن تحذير طهران بأن “إيران ليست غزة” هو رسالة واضحة مفادها أن حسابات الحرب ستكون مختلفة هذه المرة. لقد فهمت دول المحور أن لغة القوة هي الوحيدة التي يفهمها محور الشر الصهيو-أمريكي.
المجتمع الدولي: بين خداع الترامبية وصخرة الوعي
أكد أبوالياسين أن “عصر خداع الشعوب قد ولى إلى غير رجعة”، شارحاً أن التناقض بين الحديث عن “اتفاق سلام وشيك” وتصريحات نتنياهو عن “إنهاء المهمة” يكشف الخداع الأمريكي. ووضح قائلاً: الهرتلة الترامبية عن “صفقة غزة” أصبحت محل سخرية الجميع. إن وقف الإبادة في غزة لا يحتاج لصفقات، بل يحتاج وقف الدعم الأمريكي عن كيان الاحتلال. المجتمع الدولي يقف على حافة الهاوية، أما شعوبه فقد وقفت على صخرة الوعي التي لا تتزعزع.
وختم نبيل أبوالياسين تصريحه الصحفي قائلاً: السؤال الذي يجب أن يطرحه كل حر في العالم: أي مستقبل نصنع؟ هل نصنعه بخطوات الإمارات الواثقة على درب الحكمة والدبلوماسية الإنسانية، أم نتبنى منهج نتنياهو التدميري الذي لا يرى في الوجود إلا فرصة للعدوان والاحتلال؟ إن اختيار الإمارات كان مميزاً لأنها اختارت جانب الحياة في معركة تحسمها إرادات الشعوب، لا قوة الصواريخ. إن صخرة الوعي الشعبي التي تتحدث عنها كل التقارير هي التي ستحطم أسطورة الكيان المغتصب، وهي التي سترسم خريطة المستقبل. إن الدماء التي تسيل في غزة والوعي الذي ينمو في قلوب الأحرار هما وقود التحرير القادم. إنهم يحاولون إشعال حرب إقليمية ليطفئوا لهيب غزة، لكنهم لا يعلمون أن هذا اللهيب قد أصبح شعلة في ضمير الإنسانية، وسيحترقون جميعاً في ناره. النصر حليف شعوبنا، لأن الحق أقوى من الباطل، والحياة ستبقى أقوى من الموت.