
لااحد ينكر انه كان ( كاريزما ) Charisma والكاريزما مصطلح يوناني يشير الى ( الهيبه ) .. وهى صفه لاصحاب الصفات ذات التأثير والقوة والوقار وصفها قديما عالم الاجتماع العظيم ماكس فيبر بانها قوة التأثير والسلطة بمختلف صورها .. وانها الجاذبيه التى تشبه ( الهبه ) الالهيه .. واحيانا توصف بانها القدرة التي يتمتع بها شخص معين ( خاصة ان كان ذو منصب كبير ) تعطيه القدره للتأثير في الاخرين .. وهذه القدره تجعله في مركز قوة بالنسبة للاخرين بخلاف ما يمنحه الواقعون تحت تأثيره حقوقا تسلطية قد تكون اكبر منه ومن قدراته التنفيذيه ..
ولااحد ينكر ان جمال عبد الناصر كان شخصا فريدا من نوعه .. وكانت لديه كاريزما .. فالرجل تحلى بالهيبة والوقار بغض النظر عن اناقته المعهوده ..
فى مثل هذا اليوم من عام ١٩٧٠ .. رحل جمال عبد الناصر . .
نختلف او نتفق عليه .. هذا لايمنع انه كان زعيما .. له ماله وعليه ماعليه …
جدير بالذكر ان الرجل شغل منصب وزير الداخلية لفترة قصيرة في العام 1953 .. وكان له دور بارز ومهم .. وذلك فور إعلان الجمهورية .. ومن 18 يونيو حتى 6 أكتوبر من نفس العام ……
وهذه الفترة كانت فى مرحلة انتقالية دقيقة وبالغة الاهميه ( خاصة ) بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953 ..
التاريخ يؤكد ان هذه الفترة شهدت اعادة تشكيل مؤسسات الدولة المصرية.. واحداث اخرى كثيره ..
بالمناسبة :
هذا العام .. عام 1953 شهد ايضا تتويج الملكه اليزابيث الثانيه ملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وباكستان وسيلون التى يطلق عليها الان بدلا من سيلون (سريلانكا ) .. فى الواقع هذا مايهمنى فى هذه الفتره من التاريخ المعاصر وانا ( اسف ) لانى لست من انصار الحقبه الناصريه .. رغم احترامى الشديد للزعيم الخالد (!) جمال عبد الناصر .. واعتقد انها حريه شخصيه فى الرأى والتفكير لايجوز ان يعترض احد على الحرية الشخصيه فى التفكير والرأى الشخصى …. وايضا قد يكون هذا المقال ( ساخرا ) الى حد .. ما .. وانا اكتب عن فتره لا عن شخص فقط
تولى عبد الناصر منصب وزير الداخليه إلى جانب دوره القيادي في مجلس قيادة الثورة…. فى مدة قصيره لم تتجاوز اربعة أشهر ) ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء … وشاءت الاقدار بان يشغل منصب الرئيس الثاني لجمهورية مصر من عام 1956 وحتى وفاته عام 1970 البعض يراها ( ابشع والعن ) فترة مرت بها البلاد .. والبعض الاخر يرى انها اعظم فترات التاريخ رغم انها فترة الهزائم والكوارث … وكل الاراء لها كامل الاحترام … طالما انها لا تسيء الى شخص الزعيم الخالد (!) الذى شهد عصره ( شيئ غريب وغامض ويحيرنى جدا ولم اجد اجابه عليه حتى الان ) وهو :
لماذا قرار فصل مصر عن السودان رغم أن الوحدة كانت من أكبر وأشهر الأهداف المزعومة لثورة ناصر .. لماذا الوحده مع سوريا .. لماذا فى هذه الحقبه تم التعدي على الشئون الداخلية للشعوب والحكومات العربية الأخرى وقد كان ذلك تحت مسمى التحرر والحرية في الوطن العربي ؟ مثل المساعده فى الانقلاب على الملك العادل السنوسي ؟ وتننصب معمر القذافى بدلاً منه ؟ لتحويل الحكم إلى جمهورية مساندة فاشلة ؟
وبالمثل بالتدخل في شئون اليمن لتغيير حكمها بالجيش والعتاد المصري ؟ لماذا حرب اليمن ؟ لماذا المشاركه فى ازمة الكونغو .. لماذا المشاركه فى ثورة الجزائر .. لماذا القرارات الغير منطقيه الاندفاعيه ( المتسرعه ) والتى ادت الى عدوان 56 ؟ لماذا عار حرب 67 ؟ لماذا الجريمه ( السافله الحقيره ) جريمة التأميمات الاقتصاديه التى ادت الى تراجع الاستثمارات الأجنبية .. حيث أصبح المستثمرون يشعرون بعدم الأمان تجاه استثماراتهم داخل مصر بسبب السياسات غير المستقرة للسلطة .. وكذلك أدت سياسات التأميم إلى توتر العلاقات مع بعض الدول الغربية .. مما أثر على الدعم الاقتصادي والسياسي لمصر… وبعد هذه القرارات الغشيمه عانت العديد من المؤسسات من سوء الإدارة .. حيث لم تكن الحكومة مستعدة لإدارة الشركات بشكل فعال .. مما أدى إلى تدهور الأداء.. وخلق بيئة اقتصادية غير مرنة,.. مما انعكس سلبا على اقتصاد مصر… بالاضافه الى تأميم العديد من الشركات الخاصة دون تقديم تعويضات عادلة لأصحابها .. مما أدى إلى فقدان الثقة في الحكومة .. ناهيك عن وفاة 33 رجل اعمال بازمات صحيه عنيفه كل منهم تأثر بشكل مؤلم ومحزن ومعظمهم مات بالجلطات القلبيه والمخ والسكر …
ولكن الزعيم (؟!) كان حسن النيه .. فبعض ( القوادين ) – اسف – اقصد الخبراء كان البعض منهم يرى ان التأميمات تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني لمصر.. وهذا ايضا ما كان يظنه الزعيم الخالد (!!!!!) الراحل جمال عبد الناصر ..
والحق يقال ان الرجل له ماله وعليه ماعليه (؟!) فالرجل حسن النيه والدليل انه قرر وبحسن نيه (!) ان يمارس القمع السياسى .. نعم .. نعم سيادة الزعيم الخالد (!) لجأ للقمع السياسي بوجه اي صوت معارض …
وفرض عبد الناصر حالة الطوارئ في البلاد، مما منح الحكومة سلطات واسعة لقمع أي شكل من أشكال المعارضة .. ثم تأميم الحياة السياسية من خلال حل الأحزاب السياسية غير الموالية للنظام.. مما أدى إلى إنشاء حزب واحد هو ( الاتحاد الاشتراكي) وانتشر الفساد في مصر .. ثم قمع المعارضة.. تم اعتقال العديد من المعارضين السياسيين .. حتى طلبة الجامعات .. واستخدمت الحكومة أساليب قمعية مثل الاعتقالات التعسفية والتعذيب الشديد وسوء المعاملة داخل المعتقلات والسجون .. هل نسيتم ايها القراء الاعزاء تاريخ ( المجرم السافل ) حمزه البسيونى ( مدير السجون الحربيه فى عهد ناصر ؟
اضف الى ذلك الرقابة الصارمة على وسائل الإعلام .. مما منع نشر أي انتقادات أو آراء معارضة .. وتم إغلاق العديد من الصحف والمجلات بالاضافه الى مراقبة المحتوى الإعلامي رقابة شديدة .. مما أدى إلى تراجع الحريات السياسية وحقوق الإنسان.
ووصل الامر الى تاثير القمع على القضاء.. حيث تم استخدام القضاء كأداة لقمع المعارضين .. وتوجيه التهم السياسية للمعارضين وإصدار أحكام قاسية ضدهم … وبمناسبة القضاء :
شهد عصر الزعيم الخالد (!!!!) جمال عبد الناصر اعنف واشرس مذبحه قضاء فى التاريخ …
غدا استكمل معكم الجزء الثانى من المقال .. واروى لكم تفاصيل مذبحة القضاء التى وقعت ( في نهاية أغسطس 1969 ) كما سمعتها من الراحل العظيم المستشار فريد الديب …
السطور السابقه وكل الاحداث التى تم ذكرها ليست فقط بقلم محمود يحيي سالم …. لا .. لا وربى بل هى خلاصة قراءة عميقه فى كتب ومراجع اساتذتى الكبار … انا فقط اردت ان اقول :
الحمد لله .. فالزعيم (!) مات .. وماتت معه الهزائم ووجب علينا ان نترحم عليه .. وان نتذكر دائما يوم رحيله الذى شهد جنازه تاريخيه لامثيل لها .. وهذا حقه فالرجل ( كريزما ) .. يبقى سؤال واحد ( هل هذه هى الكاريزما ) ؟
( اللعنه على صاحب مصطلح كاريزما ) ..