سألتني إبنتي صباحا لما تكره إسرائيل؟!
قلت لها مسترسلا في حديثي معها ..بأننا نحن العرب عامة ..وأهل مصر خاصة ..لايحبونها.وذلك لأن كل مصيبة حدثت لنا في مصر لم تخل من أصابعهم القذرة التي ترسم دائما وتخطط للنيل من ذلك الوطن الذي نحيا علي أرضه.وبدأت معها قائلا .ما من حرب تقع رحاها علي الأرض منذ القدم وحتى اليوم إلا ولهؤلاء القوم لهم يد فيها.هم أهل مكر وخداع وفساد وإفساد. هم أهل إشعال الحروب والخراب والدمار.يعشقون إراقة الدماء ويتعطشون لها ..
حاولوا في العصر الحديث عندما قام أدولف هتلر رئيس ألمانيا بمحاصرتهم وقتلهم في كل مكان كانوا يتواجدون فيه وذلك لسعيهم لأشعال الحروب والفساد الذى سعوا إليهم في كل مكان .
ونظرا للضغط الشديد الذي قام به هتلر علي اليهود هربوا من بطشه بهم .ولكن معظم الدول لم تستقبلهم على أرضها .حتي أمريكا في ذلك الوقت أغلقت كل أبوابها أمامهم ولم تجعل أقدامهم تطأ ارض بلادهم .لم يكن أمامهم إلا الإتجاه شرقا إلي دول العرب التي احتضنتهم وٱوتهم وجعلت من أرضها سكنا لهم فاستوطنوا فلسطين ومصر والمغرب وتونس واليمن .ووضعوا فلسطين أمام أعينهم .وهنا بدأت الخطط المسمومة والعقول الخربة القذرة والقلوب السوداء المليئة بكل معان الخسة والغدر في وضع الخطة التي لا رجوع فيها.وجعل فلسطين هي موطئ القدم لتكون لهم وطنا أبديا علي أشلاء ضحاياهم من أهلها الذين رحبوا بهم وشاركوهم الحياة علي أرض وطنهم.هؤلاء الصهاينة لم يحفظوا الجميل ولم يراعوا ذلك فأشعلوا حروبا دامية وأعملوا يدهم بسلاحهم الفتاك الذي اخذوه بمساعدة الإنجليز فذبحوا الجميع في القري وأحرقوا الحقول ودمروا المتازل علي رؤوس أهلها واعلنوها صراحة هنا ستقام دولة إسرائيل علي أرض العرب بفلسطين.وعند صدور وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود بمساعدة أعداء الأوطان من الإنجليز الذين كانوا يحتلون البلاد العربية. وهم من غطوا الطرف عن بشاعة جرائمهم ضد الشعب الأعزل البرئ.
وتدور الٱيام وتطمع إسرائيل في أرض العرب وتريد التوسع أكثر من ذلك لتأكد خطتها بأن دولتها من النيل للفرات.وهنا تتٱمر بريطانيا وفرنسا وإسرائيل علي مصر فيما يسمي بالعدوان الثلاثي .لتطمع إسرائيل في إحتلال شبة جزيرة سيناء وتدخل فرنسا مصر تأديبا لها لمساندتها الثورة الجزائرية والوقوف بجانب الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي.ولتنتقم بريطانيا من خروجها من مصر ومن جمال عبد الناصر الذي قام بتأميم قناة السويس وجعلها بإدارة مصرية خالصة .تحقق لإسرائيل ما خططت له واحتلت سيناء .ونزلت القوات الفرنسية والبريطانية علي شواطئ مدينة بور سعيد.ولكن حدث مالم يتوقعه أحد. بسالة الشعب البور سعيدي البطل أفسد كل الخطط ولم يجعلهم يحتلون تلك المدينة القوية برجالها العظام الأبطال .وكتب الشعب البورسعيدي قصته بنفسه بمداد من الذهب لتدرس في العالم أجمع حتي اليوم.ثم عادت تلك الجيوش الثلاثة تجر ذيول الخيبة والهزيمةوتخرج من أرض مصر.لم تكن تلك هي النهاية بل خطط الصهاينة لضرب مصر واحتلال سيناء ..الحلم الذي يراودهم لينطلقوا منه لاحتلال العالم أجمع.وحدث لهم ما كانوا يحلمون به .وضاعت سيناء في ستة ٱيام في حرب النكسة سنة٦٧.وحدث منهم ماكان متوقعا .فقد قتلوا أسرانا بدم بارد دون النظر إلي إنسانيتهم وقوتهم المنهكة وضعغهم وتشتتهم في صحراء سيناء الواسعة.ظل ذلك الأمر واقعا مريرا في قلوب العرب جميعا ومصر خاصة .إلي أن جاءت لحظة النصر وإعادة الحق واسترداد الكرامة .وتم الإنتصار في ٦أكتوبر ٧٣.وتحكيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ..ومن بعد الإنتصار المجيد .بدات حرب شرسة وقذرة من الكيان الإسرائيلي ضد مصر والمصريين طالوا فيه كل شئ .وهذا ما سنتناوله في المقالة القادمة.