كتبت/ ساندي حسنين
في الثاني عشر من شهر أبريل يحتفل العالم باليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء وهو مناسبة تجسد روح الإستكشاف والتحدي التي دفعت الإنسان نحو النجوم
تعتبر هذه الذكرى فرصة للإحتفال بالإنجازات التي حققتها البشرية في إستكشاف الفضاء وتوجيه الأنظار نحو المستقبل المذهل الذي ينتظرنا في الفضاء الخارجي
تاريخ اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء يعود إلى عام ١٩٦١ عندها أصبح يوري جاجارين أول إنسان يدخل الفضاء
الجدير بالذكر أن يوري جاجارين ولد في ٩ مارس ١٩٣٤ في قرية كلوشينو بالقرب من غريفينو في روسيا تأثر بشدة بتجاربه الشخصية والتي تمثلت في العمل الشاق والصمود في وجه التحديات
تلقى يوري جاجارين تدريباته العسكرية في سلاح الجو السوفيتي وسرعان ما برزت مهاراته الطيارة الممتازة في عام ١٩٦٠ حيث تم إختياره كواحد من عشرات المرشحين للمشاركة في برنامج الفضاء السري للإتحاد السوفيتي
وفي اليوم الثاني عشر من أبريل عام ١٩٦١ أطلقت المركبة الفضائية ﴿فوستوك ١﴾ متنها إستمر يوري جاجارين في رحلة إستمرت لمدة ١٠٨ من الدقائق فقط لكنها كانت كفيلة بتغيير مسار التاريخ خلال هذه الرحلة أصبح يوري جاجارين بها أول إنسان يكون في الفضاء الخارجي وواجه الظروف القاسية للعيش في بيئة مجهولة
رغم الشهرة الفورية التي نالها بعد رحلته إلى الفضاء بقي يوري جاجارين متواضعاً ومتفانياً في خدمة بلاده وإستمر في العمل كطيار إختبار وتدريب طيارين جدد كما شغل مناصب مختلفة في الحكومة السوفيتية
وتوفي يوري جاجارين في حادث طائرة في ٢٧ مارس ١٩٦٨ عن عمر يناهز ٣٤ عاماً فقط حيث أن رحيله كان صدمة للعالم ولكن إرثه العظيم كرائد فضاء لا يزال يلهم الأجيال الحالية والمستقبلية حيث يظل يوري جاجارين رمزاً للشجاعة والتحدي وذكرى رحلته إلى الفضاء تظل حية في قلوب البشرية كرمز للتطور العلمي والإستكشافات البشرية
حيث شهد العالم بسببه تطوراً هائلاً في مجال الفضاء بما في ذلك رحلات الفضاء الطويلة المدى إلى القمر ومحطات الفضاء المأهولة
حيث تتجاوز أهمية الرحلات الفضائية البشرية مجرد الإكتشاف العلمي إذ تلهم أيضاً الإنسانية وتوحي بالتعاون الدولي والتقدم التكنولوجي. ففي الفضاء يجتمع العلماء والمهندسون من مختلف البلدان لتحقيق أهداف مشتركة مما يعزز الفهم الدولي ويعزز السلام العالمي.
ومع توسع الإهتمام بالفضاء وتطور التكنولوجيا يبدو أننا على أعتاب عصر جديد من الإستكشاف الفضائي بالإضافة إلى الرحلات إلى المريخ والقمر يتوقع العلماء أنه قد يصبح الفضاء موطناً للبشرية في المستقبل مع تطوير تكنولوجيا تسمح بالإستيطان والإستفادة من موارده
حيث يعتبر هذا اليوم أيضاً فرصة للإحتفال بالإنجازات التي تحققت في مجال الفضاء في الجمهورية المصرية ولتوجيه الأنظار نحو التحديات والفرص المستقبلية
تمتلك الجمهورية المصرية تاريخاً طويلاً في مجال العلوم والتكنولوجيا وقد أظهرت إهتماماً متزايداً بالفضاء في السنوات الأخيرة وفي عام ٢٠١٩ أطلقت الحكومة المصرية الوكالة المصرية للفضاء وهي هيئة حكومية تعمل على تنمية البنية التحتية الفضائية في البلاد وتعزيز البحث والإبتكار في هذا المجال
تتضمن الجهود الرامية لتطوير القطاع الفضائي في الجمهورية المصرية إطلاق الأقمار الصناعية للإتصالات والرصد الجوي والمراقبة الأرضية بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء من خلال شراكات مع الدول الأخرى والمنظمات الفضائية العالمية
بالإضافة إلى الجوانب التكنولوجية تركز الجمهورية المصرية أيضاً على تعزيز التعليم والتوعية بالفضاء بين الشباب والمجتمع المصري من خلال تنظيم فعاليات وندوات وورش عمل تهدف إلى تشجيع الشباب على الإهتمام بمجال العلوم الفضائية وتطوير مهاراتهم في هذا المجال
وإني أرى أنه يشهد القطاع الفضائي في الجمهورية المصرية تطوراً ملحوظاً وأعتبر اليوم الدولي للفضاء مناسبة للنظر إلى المستقبل بتفاؤل وثقة في قدرة الجمهورية المصرية على تحقيق إنجازات جديدة في مجال الفضاء إنها فرصة للإحتفال بالتقدم المحرز وتعزيز التعاون الدولي في سبيل إستكشاف المجهول وتحقيق الإزدهار للبشرية
ولنلتزم بدعم البحوث والإبتكارات التي تمهد الطريق لرحلات فضائية أكثر تطوراً ومفيدة للإنسانية إنه يوم للإحتفال بتفاؤل المستقبل وقوة إرادتنا لإكتشاف المجهول والوصول إلى نجوم السماء.