ابراهيم مجدى صالح
تحت رعاية المهندس “موسى مصطفى موسى” رئيس حزب الغد نظم الحزب ندوة ثقافية هامة بالمقر المركزى لحزب الغد بالقاهرة “تحت عنوان “عظمه مصر فى التاريخ الانسانى”تحدث خلالها اللواء فؤاد فيود “نائب رئيس حزب الغد للتخطيط الاستراتيجى
أدار اللقاء وقدمه الدكتور “محمود يحيى سالم ” نائب رئيس الحزب للبحوث والدراسات
فى بداية الندوة تحدث “فيود”عن دور شيخ الازهر “عبدالحليم محمود”فى الاعداد المعنوى وتبشير “السادات” بالنصر
ومنّ الله على الشيخ عبدالحليم محمود، برؤية فيها بشرى بانتصار الجيش المصري في حربه ضد العدو الإسرائيلي، فانطلق مسرعًا نحو الرئيس السادات يروي له ما رأى، مؤكدًا له أن هذه الرؤيا تشير إلى نجاح الجيش المصري في عبور القناة، مقترحًا عليه اتخاذ قرار الحرب فورًا، مؤكدًا له أن النصر سيكون حليف الجيش المصري. وقد استجاب الرئيس السادات لهذا الاقتراح وأعلن الحرب
استعان “محمود” بعدد من أساتذة جامعة الأزهر والعلماء والمشايخ لتعزيز الروح المعنوية لأبطال القوات المسلحة، فنزل الجميع إلى ساحة القتال لدعمهم وتثبيتهم معنويًا، عندما اندلعت الحرب، توجه إلى منبر الأزهر الشريف وألقى خطبة شجع فيها الجماهير والحكام على الوقوف صفًا واحدًا وراء القوات المسلحة في معركنهم ضد العدو الصهيوني، داعين المصريين للالتفاف حول قائد الجيش والضرب بقوة على كل من يحاول تفريق الأمة وبث الفتنة بين أبنائها، ضاربًا المثل بغزوة بدر الكبرى التي جمعت المسلمين حول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كمثال للوحدة والتلاحم
وأعلن تلك المعركة مفروضة على جميع الدول الإسلامية، فهي جهاد في سبيل الله، وكل من يموت فيها شهيد وله الجنة، مشيرًا إلى أن أي دولة تقصر في دعم مصر في هذه الحرب فهي تخالف تعاليم الله ورسوله
كما تحدث “اللواء “فيود” عن الفنانة والمطربة الوحيدة التي كانت أحق وأجدر للغناء للعبور العظيم، وانتصارات جيش مصر الباسل في حرب أكتوبر المجيدة هي كوكب الشرق، الست أم كلثوم
الوحيدة التي كان يليق بها أن تحصد ثمار المجهود الضخم والمهول الذي قامت به في مبادرة المجهود الحربي، بعد نكسة 5 يونيو 67، وتذوق حلاوة النصر في يوم 6 أكتوبر 73 من بعد مرارة الهزيمة التي قاومتها ولم تستسلم لها، كما استسلم لها بعض الفنانين والكتاب والمثقفين عموما
بعد النكسة مباشرة قاومت الست آثار الهزيمة، وقررت دعم عبد الناصر بالغناء والمال، وقادت حملة دعم المجهود الحربي لإعادة بناء القوات المسلحة، وجمعت أم كلثوم، وقتها، مبالغ مالية طائلة من إيرادات حفلاتها داخل وخارج مصر، وقدمتها بالكامل لدعم القوات المسلحة والمجهود الحربي، كما قدمت مجموعة من السبائك الذهبية والمصوغات، التي جمعتها من معظم بلدان الوطن العربي لدعم مصر في تلك الظروف الصعبة والعصيبة، وشاركها المصريون الحس الوطني، فدفعوا أضعاف ثمن التذاكر لحضور حفلاتها دعما لمصر
لم تنج فنانة الشعب من حملات وكتابات ظالمة بعد وقوع النكسة، واتهموها بأنها السبب في النكسة، وأن العرب خسروا الحرب بسبب أغاني الحب والغرام والهيام التي كانت “بمثابة أفيون التخدير والتغييب للشعب العربي”، وبسبب تلك الادعاءات والافتراءات عانت أم كلثوم من حالة نفسية صعبة، وأصابها الحزن والاكتئاب والغضب من تحميلها “أسباب الهزيمة”، وقررت الانطواء والعزلة داخل فيلتها الشهيرة في الزمالك- تم بيعها وتحويلها إلى فندق استثماري بعد وفاتها- وقالت مقولتها الشهيرة: “إذا كنت السبب في الهزيمة فأنا على استعداد لاعتزال الفن.. لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة”
إعلان أم كلثوم الاعتزال أزعج عبد الناصر نفسه، وتدخل بشخصه، واتصل بالست لتتراجع عن قرارها، وتغني من أجل مصر ومن أجل الشعب، فعادت للغناء، وكانت أغنيتها الوطنية الشهيرة من أوائل الأغاني بعد النكسة “سير بإيمان وبروح وضمير.. دوس على كل الصعب وسير” و”أصبح الآن عندي بندقية”.. و”إنا فدائيون”. ولم تكتف أم كلثوم بالغناء فوهبت صوتها ونفسها كأحد جنود المعركة عمليا، وهي في ذاك الوقت قد بلغت من العمر ما يقرب من 69 عاما – حسب المصادر القريبة-
سافرت إلى محافظات ومدن مصر لتقيم حفلاتها.. كانت أول من تبرعت بمجوهراتها، وجابت قرى ومدن مصر لجمع التبرعات والغناء، وتخصيص إيرادات حفلاتها للمجهود الحربي، ورفعت شعار “الفن من أجل المجهود الحربي”
وسافرت إلى باريس والكويت وأبو ظبي وتونس والسودان والمغرب وليبيا ولبنان، وخصصت كل ما جمعته طوال 4 سنوات من بعد يونيو 67 للمجهود الحربي
تحملت عناء الانتقال داخل مصر ومشقة السفر إلى الخارج، رغم ظروفها الصحية. وجمعت أكثر من 3 ملايين دولار، علاوة على التبرعات العينية من المجوهرات والمشغولات الذهبية لسيدات مصر
وفي عام 1971، قررت إنشاء مشروع كبير يشمل إنشاء مسرح وفندق سياحي، ليضمن توفير مورد ثابت للإنفاق على مشروعات الرعاية الاجتماعية للفقراء، وإنشاء دار لإيواء السيدات اللاتي لا مأوى لهن، ودار للأيتام باسم “دار أم كلثوم للخير
واختتم “فيود” الندوة بالروحانيات وقدسية جبل التجلى الأعظم من كونه الموقع الوحيد الذى تجلى الله فيه – سبحانه وتعالى – لسيدنا موسى عليه السلام، وذلك بغرض تلقينه اللوح المحفوظ، كما أنه موضح فى اللوح العظيم، الذى لقنه الله جل جلاله لسيدنا موسى يوم تجلى فيه على الجبل العظيم، كل ما سيحدث فى الكون منذ بداية خلق الكون وحتى نهايته، لذلك فجبل التجلى الأعظم أحد البقاع المقدسة فى مصر، وذلك حسب ما جاء على موقع الهيئة العامة للاستعلامات