ابراهيم مجدى صالح
مريم توفيق كاتبة واديبة وشاعره من طراز فريد حملت على عاتقها هموم الأقصى المبارك وغزة الابية، ومنذ اندلاع المشاهد الدموية وهى تحاول تجسيد مشاهد القتل والخراب والدمار وحكى القصة باكملها بقلب يقطر دما وعينا تنزف دموع الحزن والخزى والعار . لكن كلما حاولت تنهمر دموعها ويعتصر قلبها الألم على كل طفل تتخطفه آلة الحرب الإسرائيلية، أينما كانوا، حتى لو احتمى بحضن أمه، أو بجدار بيته، أو حتى خلف لعبته وكذلك كل امرأة تم قصفها تحت منزلها، وكل صبى وشهيد وجريح لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون أرضهم والعيش فى سلام،لتنقل القارئ وكأنه يعيش فى قلب الحدث لحظة بلحظة فأصدرت كتابها «القدس تنادى» الذى سجَّلت فيه كلّ مشاهداتها لما يحدث فى غزة، ومدى الدمار التى أحدثه الكيان الصهيونى المحتل بها، أرضا وشعبا وعلى الجانب الآخر نضال الشعب الفلسطينى الأبى الصامد، رغم حرب الإبادة الجماعية التى يقابله بها العدو الصهيونى. وحرصت الكاتبة على توثيق كلماتها بالآيات القرآنية، والصور المعبرة عما ذكرته من أحداث. إنها الكاتبة مريم توفيق، وإصدارها الجديد، كتاب “القدس تنادى”تنادى على القدس تارة واهلها تارة اخرى
ياقدس انت للتاريخ فيض بك يحيى ذكر عيسي واحمد وجميع الانبياء
ياقدس لن يضيع مجدك مهما تجاوز الطغاة فى الديار وهللوا نحن صادقون دائما فيما عليه نقبل نصنع السلام مهما هرولوا وزلزلوا سوف نروى عطش الوجد من الماء الزلال نفرش كل الارض بالنوار ليبتسم الهلال نسيج دربنا بعقول الفل
وتخيلت “توفيق” رسالة يوجهها أطفال غزة مذيلة بتوقيع، أطفال غزة التعساء، بعنوان “إلى من يهمه الأمر” يقولون فيها “وتمضى الأيام، النهار ضباب والليل حالك دون رجاء، مَن أظلم المصباح؟ وتجيش بالصدر وحشة الغرباء، من الألم زادنا، من السراب شرابنا، وكم شاقنا ما شيدنا من أحلام على الجوزاء، غابت النجوم كَفَّت البلابل عن الغناء، لا أحد يستجيب لصرختنا والنداء
وخاضت الحديث عن شيم الابطال واوراق الصبايا ومجلس العار ورأس الافعى ونادت على صلاح الدين
واشادت بالصوم الكبير فى الشهر الفضيل واشجار الميلاد ودماء واشلاء
قدم الكتاب الأستاذ الدُّكتور غانم السَّعيد، عميد كليتى الإعلام واللغة العربيَّة السَّابق، الذى أشاد بما جاء فى الكتاب قائلا: هذا الكتاب: «(القدس تنادى)، سجلت فيه الكاتبة، حلقة من قصة ممتدة تحكى نضال الشَّعب الفلسطينى الذى هبَّ ينشد الحريَّة، ويستعيد الأرض، ويرفع راية الحقِّ على سوارى قدس الأقداس