نحن على طريق الخراب… علينا الآن أن نُظهر أننا مستعدون لتحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا، بهذه الكلمات تحدث بحسرة الرئيس الجديد لمؤتمر «المناخ»، مختار باباييف خلال افتتاح قمة المناخ COP29 في باكو بأذربيجان والتى انطلقت امس وتستمر لمدة اسبوعين، وسط آمال أن تحقق ما فشلت فيه القمم السابقة، خاصة تفعيل صندوق الأضرار والمخاطر الذي انبثق عن قمة شرم الشيخ عام 2022، إذ تعتزم ضمان حجم تمويل محدد وتحديد آليات التنفيذ الملزمة للدول.
تعتبر قمة المناخ، واحدة من أكبر الفعاليات التي تطلقها الأمم المتحدة، ومصر استضافت تلك القمة في نسختها رقم 27 عام 2022، ولعل المشاركون فى قمة كوب 29 يدركون ان الفكرة ليست في مشاركة آلاف الخبراء والقادة والمختصين، نحن نريد أن تكون القمة أكثر عملية، ويخرج عنها توصيات قابلة للتنفيذ فيما بعد.
يشارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29 ، و يُلقي رئيس الوزراء كلمة، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ضمن البرنامج المُحدد للكلمات العامة التي سيُلقيها قادة العالم ورؤساء الحكومات الذين سيحضرون القمة،
كما سيشارك في افتتاح القمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وذلك لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، حيث تأتي هذه المشاركة بناء على دعوة رسمية وجهها الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، خلال لقاءه فضيلة الإمام الأكبر في مشيخة الأزهر بالقاهرة في شهر يونيو الماضى.
هناك تحديات كبيرة امام القمة خاصة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، حيث تثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29)، ويُذكر أن ترامب سبق أن سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ خلال ولايته الأولى، مما أثار قلقاً حول التزام الولايات المتحدة بالجهود الدولية لمكافحة التغير المناخى.
فإن انتخاب ترامب قد يؤثر سلباً على هذه الجهود، حيث يُتوقع أن يعيد سياساته السابقة التى تقلل من أهمية التغير المناخى، مما قد يؤدى إلى زيادة انبعاثات الكربون وتأخير تحقيق أهداف خفض درجة حرارة الأرض.
التحدى الاهم امام الزعماء فى القمة هو التوصل إلى اتفاق جديد بشأن كيفية ضخ مئات المليارات – أو حتى تريليونات – الدولارات سنوياً من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة لمحاولة الحد من تغير المناخ والتكيف معه، فتمويل الدول الغنية للعمل المناخي ليس «عملاً خيرياً»، وهو في مصلحة الجميع.