
كتب.حسين السمنودي
تصوير.تامر محمد
في إطار سعي وزارة الأوقاف لتحقيق رؤية مستقبلية تهدف إلى بناء إنسان متحضر يتفاعل مع قضايا عصره، عقدت مديرية أوقاف القاهرة دورة تدريبية في السوشيال ميديا لواعظات الأوقاف بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) في 16 يناير 2024، استمرت لمدة يومين. الدورة جاءت ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنظمها الوزارة لتطوير المهارات الثقافية والدينية لوعاظ الأوقاف، وهي خطوة نحو تفعيل دور الواعظات في نشر الفكر الوسطي المعتدل واستخدام التقنيات الحديثة في مجال الدعوة.
حاضر في هذه الدورة الدكتور خالد صلاح الدين، مدير مديرية أوقاف القاهرة، الذي شدد على أهمية استخدام السوشيال ميديا كأداة رئيسية في نشر الفكر الإسلامي المعتدل. وأكد أن السوشيال ميديا تمثل إحدى أقوى الوسائل المعاصرة للوصول إلى قطاعات واسعة من الجمهور، وبالتالي فإن تدريب الواعظات على استخدامها يساهم في تعزيز دورهن في التأثير الإيجابي على المجتمع، وخاصة في نشر رسائل التعايش والسلام وفهم الدين بشكل صحيح.
وقد حضر الدورة الأستاذ تامر محمد المنسق الإعلامي بمديرية أوقاف القاهرة
وفي كلمته، أبرز الدكتور خالد صلاح الدين دور الإعلام في نشر المفاهيم الصحيحة للإسلام، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى دائمًا إلى مواءمة وسائل الدعوة مع متغيرات العصر. وأوضح أن استراتيجيات وزارة الأوقاف تستهدف تعزيز الكفاءات المهنية للوعاظ، بما في ذلك تطوير المهارات التقنية والإعلامية التي تمكنهم من استخدام الأدوات الحديثة مثل مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المستنير.
وأضاف فضيلته أن الواعظات يمثلن شريحة مهمة في عملية الدعوة، حيث يساهمن بشكل فعال في بناء مجتمع صحي فكريًا ودينيًا. من هذا المنطلق، يولي الدكتور خالد صلاح الدين أهمية كبيرة لدور التدريب والتطوير المستمر، لا سيما في مجال السوشيال ميديا التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
وفي إطار تلك الرؤية، أكد أن الوزارة لا تقتصر على التعليم الديني التقليدي فقط، بل تسعى إلى تطوير جميع جوانب الفكر الديني والعلمي لوعاظها وواعظاتها، بما يتناسب مع التحديات المعاصرة التي يواجهها المجتمع المصري والعالمي. وتهدف الوزارة إلى خلق جيل جديد من الدعاة القادرين على مواكبة التغيرات التكنولوجية والإعلامية، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية الوسيطة التي تشجع على التسامح واحترام الآخر.
تأتي هذه الدورة التدريبية في وقت يشهد فيه العالم تحولًا رقميًا سريعًا، حيث أصبح من الضروري للوعاظ والدعاة أن يكونوا على دراية كاملة بكيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي وفعال. ومن هنا فإن دور الدكتور خالد صلاح الدين في تنظيم هذه الفعاليات وتوجيه الواعظات يمثل خطوة هامة نحو تطوير أدوات الدعوة، وزيادة تأثيرها في المجتمع.
إن السعي المستمر من قبل وزارة الأوقاف، بقيادة الدكتور خالد صلاح الدين، إلى تعزيز قدرات الوعاظ والواعظات في استخدام التقنيات الحديثة يعكس الاهتمام الكبير بتحقيق أهداف الدعوة وفقًا لاحتياجات العصر. وبذلك، يساهم هذا التدريب في إعداد جيل جديد من الواعظات القادرات على نقل رسائل الإسلام السمحة عبر منصات السوشيال ميديا إلى جمهور واسع ومتعدد، مما يفتح آفاقًا جديدة لخدمة المجتمع وتعميق الوعي الديني والثقافي في البلاد.