
عبدالرحيم عبدالباري
نجاح عمليات دقيقة لتغيير وزراعة صمامات القلب في مستشفى مبرة مصر
في ظل التطورات الطبية المتسارعة، تشهد مصر إنجازًا طبيًا جديدًا يعكس مدى التقدم في القطاع الصحي. فقد أعلن الطاقم الطبي في مستشفى مبرة مصر القديمة عن نجاحه في إجراء عمليات دقيقة لزراعة وتغيير الصمامات الرئوية والأورطية، وهي تدخلات جراحية تتطلب مهارات عالية ودقة متناهية، هذا النجاح يعكس التزام الدولة بتطوير الرعاية الصحية وتوفير أحدث التقنيات لخدمة المواطنين.
أحد الإنجازات اللافتة التي حققها الفريق الطبي هو إجراء عملية زرع الصمام الرئوي داخل صمام نسيجي سابق لمريض يبلغ من العمر 22 عامًا، تُعد هذه العملية الأولى من نوعها في مصر، حيث تم تركيب الصمام جراحيًا باستخدام تقنيات حديثة، مما ساهم في إنقاذ حياة المريض وتحسين جودة حياته، مثل هذه العمليات تُثبت قدرة الكوادر الطبية المصرية على مواكبة أحدث التطورات العالمية في جراحة القلب.
لم يتوقف نجاح الفريق الطبي عند هذا الحد، بل تمكن أيضًا من إجراء عملية تغيير الصمام الأورطي عن طريق القسطرة باستخدام تقنية (تافي) لمريض يبلغ من العمر 69 عامًا، كان يعاني من ضيق شديد بالشريان الأورطي النازل، وتم خلال العملية استبدال الصمام وإجراء توسيع للشريان وتركيب دعامة لضمان تدفق الدم بشكل طبيعي، هذه العملية تُعد من التدخلات الجراحية المتقدمة التي تحتاج إلى دقة وخبرة كبيرة، وقد نجح الأطباء في علاج 37 مريضًا بهذه التقنية خلال الفترة الماضية.
يُعد مستشفى مبرة مصر القديمة من المؤسسات الطبية الرائدة في مصر، حيث يضم غرفتي قسطرة مجهزتين بأحدث الأجهزة الطبية، ويصل معدل عمليات القسطرة به إلى نحو 5,000 حالة سنويًا، تشمل القساطر التشخيصية والعلاجية، إلى جانب علاج الضيق المزمن بالشرايين وتركيب منظمات ضربات القلب، كما يضم المستشفى أكبر وحدة لكهربة القلب في مصر، إضافةً إلى وحدة متخصصة في علاج أمراض القلب لدى الأطفال، ما يجعله مركزًا متكاملاً للرعاية القلبية المتقدمة.
أكد الدكتور محمد شقوير، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العلاجية، أن مستشفيات المؤسسة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، بما يتماشى مع جهود وزارة الصحة في تطوير ورفع كفاءة الخدمات الطبية، وأضاف أن الدعم المستمر الذي تقدمه الوزارة للمستشفيات يُسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير أحدث التقنيات العلاجية للمرضى.
من جانبه، عبّر الدكتور هشام الفخراني، مدير مستشفى مبرة مصر القديمة، عن تقديره لجهود وزارة الصحة في تطوير المنظومة الصحية، وأشار إلى أن المستشفى أدخل عدة تقنيات متطورة لعلاج أمراض القلب، مثل الدراسة الفسيولوجية الكهربائية للقلب، والكي بموجات الراديو، والكي ثلاثي الأبعاد، والكي بالتبريد. هذه التقنيات تُستخدم لعلاج تسارع ضربات القلب، مما يُحسّن فرص التعافي للمرضى الذين يعانون من مشكلات قلبية معقدة.
لا تقتصر جهود المستشفى على تقديم الخدمات العلاجية المتطورة، بل تشمل أيضًا تدريب الكوادر الطبية على أحدث التقنيات الجراحية، إذ يُعَد التدريب المستمر للأطباء والممرضين عنصرًا أساسيًا لضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة عالية، وهو ما ينعكس إيجابيًا على نتائج العمليات الجراحية وحالة المرضى.
يمثل نجاح هذه العمليات إنجازًا مهمًا يعكس التطور الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في مصر، بفضل دعم وزارة الصحة وتفاني الأطباء والكوادر الطبية، أصبح بإمكان المرضى الاستفادة من أحدث تقنيات علاج أمراض القلب داخل مصر، دون الحاجة إلى السفر للخارج، هذا النجاح يُؤكد أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تطوير خدماتها الصحية، مما يعزز ثقة المواطنين في النظام الطبي الوطني.