
الغد
بعد أكثر من عام من النزوح في الجنوب، بدأ بعض النازحين رحلة العودة إلى ديارهم، حاملين معهم ذكريات النزوح والمآسي التي خلفتها الحرب. وبينما عاد البعض إلى منازلهم المدمرة، اختار آخرون الاستقرار في المنطقة الوسطى بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا. حيث ننقل أصوات العائدين، ونستعرض حجم الدمار والخسائر التي واجهوها، ونتحدث عن أهمية وقف إطلاق النار لإعادة بناء حياتهم.
شهادات العائدين
خالد (50 عامًا) العودة إلى الأنقاض يقول خالد، وهو رب أسرة من خمسة أفراد: “عشنا أكثر من سنة في النزوح، ننتقل من مكان إلى آخر. عندما عدنا، لم نجد شيئًا سوى الخراب. بيتي أصبح كومة من الركام، لم يتبقَ منه إلا بعض الجدران. حتى الشوارع تغيرت، وكأن الحياة هنا توقفت تمامًا.”
ويضيف: “نحاول أن نبدأ من جديد، لكننا بحاجة إلى دعم حقيقي. لا يمكننا إعادة البناء وحدنا. وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى، لأننا لا نريد أن نبني اليوم ثم ندمر غدًا.”
أم أحمد (42 عامًا) الحلم بالحياة الطبيعية تصف أم أحمد، التي فقدت منزلها في الجنوب، معاناتها: “عدتُ ولم أجد أي شيء كما كان. بيتنا تعرض للقصف، ولم يعد يصلح للسكن. لم يكن أمامنا خيار سوى العودة رغم الدمار، لأن النزوح كان أصعب. الحياة كانت قاسية بعيدًا عن أرضنا، لكننا الآن نحاول أن نعيد بناء كل شيء.”
وتضيف: “نريد فقط أن نعيش بأمان. بدون وقف إطلاق النار، لن تعود الحياة إلى طبيعتها. لا يمكننا إعادة الإعمار والخوف يطاردنا.”
سالم (47 عامًا) بداية جديدة في المنطقة الوسطى
سالم اختار عدم العودة إلى غزة بسبب الدمار الكامل، وبدلاً من ذلك، استقر في المنطقة الوسطى: “ذهبت لأرى منزلي، لكنه لم يعد موجودًا. لم يكن هناك ما يدفعني للبقاء، لذلك قررت أن أبدأ من جديد في مكان آخر. هنا في المنطقة الوسطى، نحاول أن نعيش حياة طبيعية، لكننا نحتاج إلى استقرار وأمان.”
أهمية وقف إطلاق النار في إعادة الإعمار
يتفق العائدون على أن وقف إطلاق النار هو المفتاح الأساسي لإعادة بناء حياتهم. يقول خالد: “لا يمكننا إعادة الإعمار في ظل استمرار القتال. نحن بحاجة إلى السلام، لأن الحرب لا تترك لنا سوى الدمار.”
أما أم أحمد فتؤكد: “إذا لم يتوقف إطلاق النار، لن نستطيع العيش بأمان. كل شيء يمكن أن يُهدم مرة أخرى في لحظة.”
ويضيف سالم: “نحتاج إلى ضمانات حقيقية بأن هذه الحرب لن تعود. عندها فقط، يمكننا التخطيط للمستقبل وبناء حياتنا من جديد.”
تجارب العائدين تؤكد أن الطريق نحو التعافي طويل وصعب، لكنه يبدأ بوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار. لا يمكن للنازحين أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية دون استقرار، ولا يمكن للمدن أن تنبض بالحياة مجددًا دون إعادة البناء. يبقى الأمل معلقًا بالسلام، ليتمكن الجميع من العيش بكرامة وأمان.