
عبدالرحيم عبدالباري
نجاح طبي مبهر في قصر العيني: إعادة الأمل لشاب عشريني
في إنجاز طبي نادر يُضاف إلى سجل النجاحات الطبية في مصر، تمكن فريق طبي من مستشفى طوارئ قصر العيني من إجراء عملية جراحية معقدة لزرع يد مبتورة لشاب يبلغ من العمر 20 عامًا، هذه الجراحة، التي تُجرى للمرة الثانية في تاريخ المستشفى، لم تكن لتنجح لولا تكاتف الجهود بين الأطباء وفريق التمريض المتميز، الذي لعب دورًا حاسمًا في نجاح العملية، وقد أثنى الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، على هذا الأداء الاستثنائي، مشيدًا بالاحترافية التي أظهرها الطاقم الطبي والتمريضي خلال الجراحة.
أكد الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، على الدور الجوهري الذي لعبته فرق التمريض في هذه الجراحة الفريدة، مشيرًا إلى أن الكفاءة العالية والقدرة على العمل تحت الضغط هما ما جعل هذه العملية ممكنة، إن التفاعل السلس بين الجراحين والممرضين في مثل هذه العمليات المعقدة يعكس مدى التميز الذي يتمتع به القطاع الصحي في مستشفيات قصر العيني، والتي تُعد من أعرق المؤسسات الطبية في الشرق الأوسط.
الدكتور أحمد ماهر، مدير مستشفى طوارئ قصر العيني، أوضح أن فريق التمريض أثبت كفاءة استثنائية في التعامل مع هذه الحالة المعقدة، مؤكدًا أن هذه النجاحات تعود إلى التدريب المكثف الذي يخضع له أفراد التمريض، فهم لا يقتصر دورهم على تقديم الرعاية التقليدية فحسب، بل يمتد ليشمل العمل بجانب الجراحين في أصعب الظروف، مما يساهم في رفع نسب نجاح العمليات الجراحية.
لا يقتصر دور التمريض على الجانب الفني فقط، بل يمتد إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى، وهو ما يجعلهم عنصرًا لا غنى عنه في أي منظومة صحية ناجحة. فقد أظهر أفراد التمريض خلال هذه العملية روح المسؤولية العالية، حيث تعاملوا مع الحالة بتركيز ودقة، ما ساهم في استعادة يد الشاب المصاب ووضعه على طريق التعافي.
ضمت قائمة فريق التمريض الذي شارك في العملية أسماء بارزة مثل عبد الله كمال عثمان، شيرين علي رمضان، رضوى أحمد عبد الراضي، حنان طه سعد، نسمة محمد، أسماء جمال محمد، وشيماء أحمد حسن، بالإضافة إلى فريق عمليات التجميل بإشراف المشرفة فاطمة عويس جلال، هؤلاء الأبطال لم يقتصر دورهم على تنفيذ التعليمات الطبية، بل كانوا شركاء حقيقيين في تحقيق هذا الإنجاز.
تُعتبر مستشفيات قصر العيني منارةً علمية وطبية في مصر، إذ لا تقتصر خدماتها على تقديم الرعاية الطبية فحسب، بل تُعد مركزًا لتدريب الأطباء والممرضين وفق أحدث المعايير العلمية، وهذا النجاح الجديد يرسخ مكانتها كمؤسسة طبية متقدمة قادرة على التعامل مع أصعب الحالات بفضل ما تمتلكه من كوادر مؤهلة وتجهيزات حديثة.
نجاح هذه العملية لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة سنوات من التدريب والتطوير المستمر للكوادر الطبية والتمريضية، إن الاستثمار في التعليم الطبي المستمر يعزز من قدرة المستشفيات على التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة، وهو ما يجعل من الضروري دعم هذه الجهود لضمان تقديم أفضل مستوى من الرعاية الصحية للمواطنين.
إن النجاح الباهر الذي حققه فريق طوارئ قصر العيني في إعادة الأمل لهذا الشاب، يؤكد مرة أخرى أن مصر تمتلك قدرات طبية تضاهي المستويات العالمية، ويظل الدور الذي يلعبه التمريض في مثل هذه العمليات دليلًا على أن النجاح في الطب لا يعتمد فقط على الأطباء، بل هو نتاج عمل جماعي متكامل، ومع استمرار دعم وتطوير المنظومة الصحية، يمكننا أن نشهد مزيدًا من الإنجازات الطبية التي تنقل مصر إلى مصاف الدول الرائدة في المجال الصحي.