
في لحظةٍ تاريخيةٍ تُجسد إرادة الشعوب العربية، أطلقت الجامعة العربية نداءً جريئًا يدعو إلى حظر التعامل الإقتصادي والعسكري مع إسرائيل، وهذا القرار، الذي يُعد الأول من نوعه بهذه الوضوح والقوة، لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج سنواتٍ من المعاناة والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، واليوم؛ وبعد أن كشفت الأحداث الأخيرة عن خداع القوى العظمى وتواطؤها، أصبحت الوحدة العربية هي السلاح الوحيد لمواجهة هذه الأطماع، فهل ستتحول هذه الدعوة إلى أفعالٍ ملموسةٍ تُحاسب الاحتلال، وتُعيد الأمل إلى قلوب الملايين؟، أم أننا سنظل ننتظر حتى تتحول غزة إلى مقبرةٍ جماعيةٍ؟، الوقت يدق ناقوس الخطر، والفرصة أمامنا لكتابة فصلٍ جديدٍ من النضال العربي الموحد، فلننفذ هذا النداء، ولنكن أوفياء لدماء الشهداء ودموع الأرامل والأيتام،
والدعوة وحدها لن تكفي!، فالقرار يحتاج إلى تنفيذٍ فوريٍ وحاسمٍ من جميع الدول العربية دون تراخي، وهذه ليست مجرد خطوة سياسية، بل هي إختبارٌ لصدق الإرادة العربية في مواجهة الظلم، فهل سنرىّ دولًا عربيةً تترجم هذه الدعوة إلى أفعالٍ على الأرض قد تدفع دولاً إسلامية أخرىّ لتنفيذه، أم أن القرار سيُدفن في أروقة الدبلوماسية كما حدث مع قراراتٍ سابقة؟، واليوم؛ أكثر من أي وقتٍ مضى، نحتاج إلى وقفةٍ جادةٍ تُثبت أننا قادرون على حماية حقوقنا ومستقبلنا. فلننفذ هذا القرار، ولنكن أوفياء تجاة الإنسانية والواجب الذي يفرضه علينا الوطنية العربية .
والولايات المتحدة الأمريكية، بكل غطرسةٍ وبلطجةٍ سياسية، تُظهر للعالم كيف تُدافع عن مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل دون تردد، فبخطوةٍ جريئةٍ، قامت بطرد سفير جنوب أفريقيا فقط لأنه تجرأ على التضامن مع الإنسانية وتحدث عن حقيقة الوضع في غزة، ودعم قضية الإبادة الجماعية التي أدانت الإحتلال الصهيوني، وهذه الخطوة تُظهر أن أمريكا لا تتردد في إتخاذ قراراتٍ صارمةٍ لتحقيق أهدافها، حتى لو كانت على حساب العدالة والإنسانية، فلماذا لا تحذو الدول العربية حذوها، وتتخذ خطواتٍ جريئةً وشجاعةً لتحقيق مصلحة أمن وإستقرار المنطقة؟، والشعوب العربية ستكون خلف أي قرارٍ جريءٍ يُتخذ لصالحها، فهل ستستجيب الحكومات العربية لهذا النداء؟.
وأن قرار الجامعة العربية بحظر التعامل الإقتصادي والعسكري مع إسرائيل نال ترحيبًا واسعًا من جميع الشعوب العربية والإسلامية، لكن السؤال؛ الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل ستقوم جميع الدول العربية بتنفيذ هذا القرار، أم أنه سيصبح حبرًا على ورق كما حدث مع قراراتٍ سابقة؟، والشعوب العربية تتطلع إلى خطواتٍ فعليةٍ تُترجم الكلمات إلى أفعال، وتُثبت أن الوحدة العربية ليست مجرد شعارات، فهل ستكون هذه المرة مختلفة؟، هل سنشهد تحركًا عربيًا موحدًا يُحاسب الإحتلال ويُعيد الأمل إلى قلوب الملايين الذين انشطرت قلوبها وأصبحت تغلي غضباً بسبب المجازر التي إرتكبتها إسرائيل بعد إستئنافها الحرب على غزة وإنقلابها على إتفاقية وقف إطلاق النار، والوقت كفيل بالإجابة، لكن الضمير الإنساني يطالب بالتحرك الآن قبل فوات الأوان.
وأشير: في مقالي إلى أنه عندما توحدت الدول العربية وإصطفت بقوةٍ لمواجهة غطرسة “ترامب”، أجبرته على التراجع عن خطط التهجير التي كان يحيكها ضد الشعب الفلسطيني، وهذا الإنجاز أثبت أن الوحدة العربية قادرة على إحداث تغييرٍ حقيقيٍ عندما تكون الإرادة موجودة، واليوم؛ يتوجب على الدول العربية أن تحذو ذات النهج وتنفذ قرار الجامعة العربية بحظر التعامل الإقتصادي والعسكري مع إسرائيل، وهذه الخطوة ليست فقط ضروريةً لكسر غطرسة نتنياهو، الذي يحاول تنفيذ مخطط “ترامب” ولكن من خلال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، بل هي أيضًا رسالةٌ قويةٌ للعالم بأن العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الظلم، ولنكن أكثر جرأةً!، طرد السفير الإسرائيلي من الدول العربية سيكون خطوةً تاريخيةً تُبهر الشعوب العربية والإسلامية.
كما أشير؛ إلى أن إمتصاص غضب الشعوب العربية اليوم لا يتم بكلماتٍ فارغةٍ أو وعودٍ واهية، بل بخطواتٍ جريئةٍ تكسر غطرسة “نتنياهو” وتُحاسب الإحتلال على جرائمه، وطرد السفير الإسرائيلي، وحظر التعامل الإقتصادي والعسكري مع إسرائيل، ليست مجرد قراراتٍ سياسية، بل هي رسائلُ قويةٌ تُعيد الأملَ إلى قلوب لملايين الشعوب العربية، والشعوب العربية، التي طالما عانت من الظلم والإحتلال، ستكون خلف أنظمتها بكل قوة إذا ما إتخذت هذه الخطوات الجريئة، فهل ستتحلى الحكومات بالشجاعة الكافية لتحقيق هذه المطالب؟، أم أن غضب الشعوب سيظل يتراكم حتى ينفجر؟، الوقت يدق ناقوس الخطر، والفرصة أمامنا لكتابة فصلٍ جديدٍ من النضال العربي الموحد.
وأن إستئناف الحرب على غزة، بالتنسيق المسبق بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب “ورئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، كشف الخداع الأمريكي الذي طالما أخفى وراء شعارات السلام الزائفة، وهذه الخطوة لم تُحرج فقط دول الوسطاء أمام شعوبها والعالم، بل فضحت أيضًا الأجندة الخبيثة لواشنطن التي تستخدم دول المنطقة كأوراقٍ في لعبةٍ سياسيةٍ قذرة، وأمريكا التي تدعي الوساطة النزيهة، أثبتت مرةً أخرىّ أنها شريكٌ في الجريمة، وليس وسيطًا للسلام.
وأمام هذا الخداع المُفضوح، أصبح تنفيذ قرارات الجامعة العربية بحظر التعامل الإقتصادي والعسكري مع إسرائيل ضرورةً ملحةً لا تحتمل التأجيل، ويجب أن تتحرك جميع الدول العربية دون إستثناء، لتُثبت أنها ليست مجرد أوراقَ في يد القوىّ العظمىّ، بل قادرةٌ على حماية مصالح شعوبها ومستقبلها، فهل ستكون هذه المرة مختلفة؟،أم أن الخداع الأمريكي سيستمر بفضل صمتنا وتفرقنا؟.
ونؤكد: نحن اليوم أمام فرصةٍ عظيمةٍ وحاسمةٍ، فرصةٌ تُلقي على عاتق قادة الدول العربية مسؤوليةً تاريخيةً تتطلب تضافر كافة الجهود، الوحدة العربية ليست مجرد شعار، بل هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والإستقرار في المنطقة، وكبح جماح غطرسة “نتنياهو” التي تهدد ليس فقط فلسطين، بل كافة دول المنطقة، وكما كنا يومًا جدار أمانٍ أمام مخطط ترامب “التهجير”، وأجبرناه على التراجع، سنكون اليوم حصنًا منيعًا يحمي حرماتنا وشعوبنا من الغطرسة الإسرائيلية التي لا تعرف حدودًا، فلنتحد، ولننفذ قرارات الجامعة العربية بكل حسم، ولنُثبت للعالم أننا قادرون على صنع مستقبلنا بأيدينا، فالشعوب العربية لن تنسى لمن وقف معها، ولن تغفر لمن خانها.
وفي ختام هذا المقال، نثني على الجامعة العربية لخطوتها الجريئة في الدعوة إلى حظر التعامل الإقتصادي والعسكري مع إسرائيل، وهو القرار الذي لاقى ترحيبًا واسعًا من الشعوب العربية التي طالما انتظرت موقفًا عربيًا موحدًا يُحاسب الإحتلال على جرائمه، اليوم؛ تنتظر هذه الشعوب بفارغ الصبر تنفيذ القرار على أرض الواقع، في خطوةٍ جريئةٍ تُذكرنا بتصدينا الناجح للمخطط الترامبي، الذي أجبرنا “ترامب” على التراجع بفضل وحدتنا وإصرارنا، فكما كنا يومًا سدًا منيعًا في وجه التهجير، يجب أن نكون اليوم جدارًا يحمي غزة من الإبادة، فلننفذ القرار، ولنكن أوفياء لدماء الشهداء ودموع الأرامل والأيتام، فالشعوب العربية لن تنسىّ لمن وقف معها، ولن تغفر لمن خانها.