
بقلم : نبيل أبوالياسين
•عُمان تُطفئ نار العداء.. محادثات إيران وأمريكا تحت مظلة الوساطة العربية: دبلوماسية الضمير في مواجهة سياسة المصلحة!
في زمنٍ تتصارع فيه الأجندات الدولية على أرض العرب، تطلُّ سلطنة عُمان من واحة الحياد لتُذكِّر العالم: الحلول تُولد من رحم الحوار، لا من تحت أنقاض الصواريخ!، بينما تُشعل واشنطن الحرائق في غزة وتُموِّل الحروب بالسلاح، تستضيف مسقط جولةً دبلوماسيةً نادرة بين إيران وأمريكا.. فهل تُنجح الدبلوماسية العُمانية في كسر القاعدة الأمريكية: «نَتفاوض في العواصم العربية.. ونسَحق حقوقها تحت أقدام المصالح»؟.
•الوسيط الذي لا يخون: لماذا اختارت أمريكا عُمان؟
ليست المصادفة أن تكون عُمان محطَّ أنظار العالم في مفاوضات إيران وأمريكا، فهي الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على “حيادها المُطلق” في بحر الصراعات الإقليمية، ولكن السؤال الأهم: هل تريد واشنطن حقًّا حلًّا سلميًّا، أم تبحث عن غطاء عربي لتمرير صفقاتها؟، تاريخ الولايات المتحدة مع الوساطات العربية يقول: إنها تستخدم المنطقة كـ “مُرشِّح لأزماتها”، لا كشريك في صنع القرار!.
•المفاوضات تُستضاف في العرب.. والقرارات تُتخذ في الغرب!
من مفاوضات «أوكرانيا، روسيا» في جدة، إلى محادثات إيران النووية في مسقط، تتحوَّل العواصم العربية إلى “ساحات دبلوماسية مفتوحة”، بينما تُهمَّش في صنع السلام، والسبب؟: واشنطن تعلم أن العالم العربي يملك شرعيةً تاريخيةً وجغرافيةً، لكنها ترفض منحه أيًّا من أدوات الضغط، وحتى مطالب الدول العربية بوقف إطلاق النار في غزة تُغرق في بحر الوعود الكاذبة!.
•غزة.. الدم العربي السائل الذي لا يصلح «خلفية»
للمفاوضات!
بينما تُناقش مسقط البرنامج النووي الإيراني، تُذكِّر مصر في بيانها بأن «غزة ليست قضية جانبية»، لكن واشنطن تتعامل معها كـ “ورقة مساومة”!، لماذا لا تُطالب أمريكا بوقف إطلاق النار كشرط لأي تفاوض؟، الجواب في سجلها الدموي: من فيتنام إلى العراق، لا تعترف إلا بلغة القوة!.
•إيران وأمريكا.. هل تنجح عُمان في كسر لعبة «العدو المشترك»؟
البيان السعودي أشاد بالجهود العُمانية، لكنه نسي أن طهران وواشنطن تتقاسمان سرًّا قذرًا: “استخدام العرب كوقود لصراعهما”، والمحادثات النووية ليست سوى مسرحية لإعادة توزيع النفوذ، بينما تُحرق غزة لصرف الأنظار عن الملفات الساخنة!.
•ترامب يتجاهل العرب.. لأن الدم العربي رخيص في عقيدة «الصفقات»!
عندما طالبت الدول العربية بوقف الحرب على غزة، وصف ترامب مطالبهم بـ«أوهام»، لكنه ينسى أن «أوهامه» دمَّرت العراق وأفغانستان! السيناريو يتكرر: أمريكا ترفض وقف إطلاق النار لأن غزة “مختبر حرب” لاختبار أسلحتها، ولتثبيت ورقة ضغط على خصومها!.
•صراع السلطات: الكونجرس الأمريكي يُهدِّد ترامب.. حرب إيران قد تُسقِط «أمريكا أولًا»!
بينما يلعب ترامب بالنار في الشرق الأوسط، يُذكِّره النائب الديمقراطي “رو خانا”بقواعد اللعبة الديمقراطية: “لا تُحَوِّل البيت الأبيض إلى قاعة لعب لقصف إيران!، تصريحات خانا ليست مجرد تحذيرًا قانونيًّا بضرورة موافقة الكونجرس على الضربات العسكرية، بل هي “صَفعة أخلاقية” لرئيسٍ خان ناخبيه الذين انتخبوه لـ«إنهاء الحروب» لا لتصدير الموت!.
وترامب الذي رفع شعار «أمريكا أولًا» يدفعها اليوم لتصبح “أول ضحية” في حربٍ مُفتعلة لخدمة أجندة نتنياهو!، أليس هذا هو التناقض الأكبر: رئيسٌ يتحدث عن «الدبلوماسية، والسلام» وينام على دويّ الصواريخ؟!، التاريخ لن يرحم من حوّل الدم العربي إلى وقودٍ لانتخاباتهم… فالحروب لا تُصنع بالأكاذيب، بل تُورِثُ اللَّعنة للأجيال!.
وأختم مقالي وأقولها كلمة بصوًت عاًل : إن سلطنة عُمان تُثبت أن الدبلوماسية العربية قادرة على هزيمة منطق البندقية، لكن النجاح الحقيقي ليس في استضافة المفاوضات، بل في انتزاع “حقّ العرب في أن يكونوا أصحاب قرار، لا مجرد ديكور”!، والدم الفلسطيني لن يصبح «تكلفة مقبولة» لصفقات واشنطن.. فإما أن تُحاسب أمريكا على جرائمها، أو ستُحاسبها وتحاسبنا الأجيال القادمة على صمتنا!.
وكلمة أخيرة:
عُمان كتبت فصلًا مشرفًا في دبلوماسية الضمير.. فهل تكفي الفصول الواحدة لإنهاء رواية الظلم التي دامت 70 عامًا؟!، هذا المقال ليس مجرد حبر على ورق.. بل “شعلة تضيء عتمة السياسة الدولية”، وتُثبت أن الكلمة قد تكون أقوى من الصواريخ حين تُكتب بضمير!.