
حسين السمنودي
في عالمٍ تتنازع فيه الأهواء والمصالح، ويختلط فيه الحق بالباطل، يسطع نجم من أرض الكنانة، رجل جمع بين عُمق الفقه، ونقاء العقيدة، وحنكة الإدارة، إنه فضيلة الشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية، الذي قدّم نموذجًا رائدًا ومُلهمًا يُحتذى به على المستويين العربي والإسلامي، بل ويُدرّس على المستوى العالمي.
لم يكن ما قدّمه الشيخ خالد خضر مجرد عمل إداري روتيني، بل كان رسالة دعوية ووطنية متكاملة الأركان، امتدت من منابر المساجد إلى قلوب الناس، ومن أسوار الوزارة إلى رحاب الوطن كله، فكان صوت الحكمة في زمن الفتنة، وسفير الرحمة في وقت الغفلة، وحامل راية التجديد في فهم الدين ونشر قيمه النبيلة.
الدور الدعوي: عمق الفهم وحسن التبليغ
استطاع الشيخ خالد خضر أن يُحدث نهضة حقيقية في الخطاب الديني، حيث مزج بين أصالة النصوص وروح العصر، فصارت خُطب الجمعة منابر للتنوير والتربية، لا مجرد أداء للواجب. وكان حريصًا على أن يتناول الأئمة القضايا التي تهم المواطن المصري والعربي، مثل الأسرة، والرحمة، والانتماء، ومواجهة الشائعات، ونبذ العنف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.
الدور الريادي: قيادة حكيمة ورؤية متكاملة
ما يميز الشيخ خالد خضر أنه لا يعمل منفردًا، بل يقود منظومة متكاملة بروح الفريق، واضعًا نصب عينيه الارتقاء بالمستوى العلمي والدعوي للأئمة والواعظات، من خلال الدورات التدريبية، وحلقات النقاش، وورش العمل. وقد تحولت المساجد إلى مراكز إشعاع فكري وثقافي، بفضل التخطيط المدروس والمتابعة الميدانية الدقيقة التي يقودها بنفسه.
الدور الوطني: حماية للعقول والقلوب
أدرك الشيخ خالد خضر أن المعركة الحقيقية التي تخوضها مصر ليست فقط في الميادين، بل أيضًا في العقول والقلوب، فكان من أشد الداعمين لدور الأئمة والواعظات في مواجهة التطرف، ونشر ثقافة السلام والتسامح والانتماء للوطن. وبتوجيهاته، تحولت المنابر إلى حصون تُحبط دعاوى الفتنة والتشكيك، وتغرس في النفوس حب الوطن والاعتزاز بالهوية.
الدور الإنساني: فقه الرحمة والعمل لأجل الناس
لم يقتصر دور القطاع الديني على الدعوة النظرية، بل امتد إلى الميدان الإنساني، حيث شارك في القوافل الطبية والإغاثية، ودعم المبادرات المجتمعية، وتبنّى الخطاب الديني الداعم للفقراء والضعفاء، فكان الدين رسالة حياة لا شعارات.
إن ما يقدّمه فضيلة الشيخ خالد خضر اليوم هو خلاصة تجربة واعية، تؤكد أن العمل الديني إذا أُحسن إدارته، وتحلّى بالنية الصادقة، والرؤية المستنيرة، والإخلاص للوطن، فإنه يكون من أعظم أدوات البناء والتنوير.
من هنا، يحق لمصر أن تفخر بهذا النموذج الراقي، ويحق للعالم العربي والإسلامي أن يدرس تجربته ليستلهم منها طريق الإصلاح والبناء، في زمن باتت فيه الحاجة ماسة لصوت الحق والرحمة والعقل.