
عبدالرحيم عبدالباري
وزارة الصحة تطلق برنامجًا تدريبيًا لتعزيز كفاءة مسؤولي التدريب وتطوير المنظومة الإلكترونية
في إطار سعي وزارة الصحة والسكان المستمر لتحسين جودة الخدمات الصحية والارتقاء بالعنصر البشري، أعلنت الوزارة عن إطلاق برنامج تدريبي متكامل يستهدف مسؤولي التدريب بكافة قطاعاتها، وذلك بهدف تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم في إدارة وتنفيذ الخطط التدريبية الإلكترونية، وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لجهود الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر الاستثمار في الكوادر البشرية وتأهيلها تكنولوجيًا وفنيًا بما يتماشى مع تطورات العصر.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن البرنامج يندرج ضمن استراتيجية الوزارة في تحسين منظومة التدريب ورفع كفاءة العاملين من خلال حلول تقنية متقدمة، وبيّن أن تحديث المنظومة الإلكترونية الخاصة بالبرامج التدريبية سيُمكن مسؤولي التدريب من تخطيط وتنفيذ برامجهم بكفاءة أعلى، كما سيسهل متابعة وتقييم الأداء التدريبي في مختلف قطاعات الوزارة، ما يساهم في تحقيق مستوى أعلى من جودة الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الفتاح، رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، أن القطاع يعمل على تذليل جميع العقبات التي قد تواجه مستخدمي المنظومة الجديدة، من خلال توفير الدعم الفني المستمر، وتطوير واجهة الاستخدام لتكون أكثر سهولة ومرونة، وأضاف أن المنظومة الإلكترونية الجديدة ستتيح بناء قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة تساعد في تخطيط البرامج التدريبية المستقبلية بطريقة علمية قائمة على تحليل الاحتياجات والنتائج الفعلية.
ولفت عبد الفتاح إلى أن البرنامج التدريبي يشمل مراحل متعددة تبدأ بتأهيل المسؤولين على استخدام الأدوات التقنية، وتمر بتدريبهم على تصميم وتقييم البرامج التدريبية، وتنتهي بمرحلة المتابعة والتقويم، وأشار إلى أن القطاع مستعد لتلقي كافة المقترحات من مسؤولي التدريب على مستوى المحافظات لضمان تنفيذ البرامج بما يلائم خصوصية كل قطاع أو وحدة صحية، وبما ينعكس بشكل إيجابي على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
كما أوضحت الدكتورة أميرة محمد، مديرة الإدارة العامة لمراكز التدريب، أن العمل جارٍ حاليًا على تفعيل نظام “حزم البرامج التدريبية” الذي يتيح تصميماً مرناً يلبي احتياجات مختلف فئات العاملين، بدءًا من المستوى الأساسي ووصولًا إلى المستويات المتقدمة، وأشارت إلى أن هذه الحزم تشمل مجالات متنوعة مثل إدارة الجودة، ومكافحة العدوى، والرعاية الحرجة، والصحة النفسية، وغيرها من المجالات الحيوية التي تُسهم في تحسين أداء النظام الصحي بشكل عام.
وأكدت الدكتورة أميرة أن المنظومة التدريبية الجديدة لن تقتصر على المحتوى الإلكتروني فقط، بل ستشمل أيضًا تدريبًا عمليًا ميدانيًا، بما يضمن اكتساب المتدربين للمهارات النظرية والتطبيقية في آنٍ واحد، كما بيّنت أن البرنامج سيُنفذ بالتعاون مع نخبة من الخبراء والمدربين المعتمدين لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة في التدريب، وهو ما يتماشى مع رؤية الوزارة لبناء كوادر مهنية ذات كفاءة عالية على المدى الطويل.
وأشارت إلى أن التطبيق الفعلي لتلك التحديثات سيبدأ مع بداية العام المالي الجديد 2025/2026، مؤكدة أن المرحلة الحالية تركز على تقييم الاحتياجات الفعلية وتكييف الحزم التدريبية بناءً على أولويات كل قطاع، وأضافت أن الوزارة تسعى إلى توفير منظومة تدريبية مستدامة يمكن من خلالها إعداد قيادات مستقبلية قادرة على إدارة المرافق الصحية باحترافية ومهارة في ظل التحول الرقمي الذي يشهده قطاع الصحة في مصر.
يُعد إطلاق هذا البرنامج التدريبي نقلة نوعية في منظومة التدريب بوزارة الصحة، ويعكس التزام الدولة بالاستثمار في رأس المال البشري، باعتباره أساسًا لأي إصلاح أو تطوير في القطاع الصحي، ويؤكد هذا التحرك أن رفع كفاءة مسؤولي التدريب ليس مجرد تطوير تقني، بل خطوة استراتيجية نحو تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وبناء منظومة صحية أكثر كفاءة واستدامة تواكب التحديات والمتغيرات المستقبلية.