الدكتور محمد عطا يكتب: الذكاءات العشر… بوابة الإنسان المتكامل بين النجاح والإخفاق رؤية عالمية لعقول مسلمة عربية

نتحدث اليوم عن مدارس قيادية إسلامية عربية محلية وعالمية انتبهت مبكراً لدور الذكاءات المتعددة فى إعادة صياغة الواقع من خلال دمج التفكير التحليلي مع التخطيط الاستراتيجي والاعتماد علي أنواع عديدة من الذكاءات تصل لعشرة ذكاءات مختلفة مبهمة تبرهن علي نقلة نوعية من العيار الثقيل أحدثتها تلك العقول المتميزة النابغة النابعة من أصالة تاريخنا وواقعنا الحضاري المعاصر المتميز ورؤيتنا الرشيدة للمستقبل القريب والبعيد لنسطر حروفاً من نور لحضارة غائبة وعائدة من بعيد.

فى معرض الحديثً تم التنويه عن أنواع الذكاءات وتجارب ناجحة مبدعة مبتكرة ملهمة وأخري حادت عن الطريق فضلت وأضلت وافتقدت البوصلة السليمة والإرادة المستقيمة ويأتي هذا الطرح الخلاب فى سياق درامي متناسق فى هذا الإصدار التاريخي الذي يرصد تلك التجارب والنماذج الإبداعية الملهمة ودورها فى قيادة دفة سفينة النجاح لبر الأمان الدائم.

في عالم متغير سريع الإيقاع، لم يعد الذكاء العقلي أو المدرسي كافيًا لصناعة شخصية ناجحة أو مجتمع متقدم. ظهرت الحاجة إلى فهم أعمق وأشمل لقدرات الإنسان، وقد أدى ذلك إلى بلورة مفهوم *”الذكاءات المتعددة”*، الذي تطوّر اليوم إلى نموذج أكثر تكاملًا: *”الذكاءات العشر”*. هذه الذكاءات لا تعمل بمعزل، بل تتكامل لتشكّل منظومة عقلية وروحية وسلوكية تصنع الإنسان القادر على التكيف، الإنجاز، والإلهام.

🔟 *ما هي الذكاءات العشر؟*

1. *الذكاء الذاتي:* فهم الذات وتحفيز النفس.

2. *الذكاء العائلي:* التفاعل الصحي داخل الأسرة.

3. *الذكاء الاجتماعي:* بناء العلاقات بفعالية.

4. *الذكاء العاطفي:* التحكم في المشاعر والاستجابة الناضجة.

5. *الذكاء القيادي:* التأثير وتحريك الناس نحو الأهداف.

6. *الذكاء المالي:* إدارة الموارد المالية بحكمة.

7. *الذكاء الاستباقي:* التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له.

8. *الذكاء الواقعي:* اتخاذ قرارات مستندة إلى الواقع.

9. *الذكاء الاصطناعي:* التفاعل الواعي مع التقنية.

10. *الذكاء الابتكاري:* الإبداع وحل المشكلات بطرق غير تقليدية.

نماذج ملهمة نجحت بامتياز في توظيف الذكاءات العشر

النبي محمد ﷺ

جمع بين الذكاء الذاتي (الخلوة والتأمل)، والعائلي (حنانه مع أسرته)، والاجتماعي (مع الصحابة)، والقيادي (بناء دولة)، والعاطفي (احتواؤه لمشاعر الناس)، والابتكاري (التحالفات، والدساتير)، والواقعي والاستباقي (الهجرة)، والمالي (العدل الاقتصادي)، والاصطناعي (استخدام الوسائل المتاحة لعصره).

 دولة قطر

استثمرت الذكاء القيادي والاستباقي في رؤيتها الوطنية 2030، طورت البنية التحتية، ودعمت حقوق الإنسان، والتعليم، والتكنولوجيا، وحوّلت التحديات إلى فرص، ودمجت التعليم بالتنمية والاستدامة.

 الحاج محمود العربي

رمز وطني في الصناعة والعمل الخيري، جمع بين الذكاء المالي، الذاتي، العاطفي، والعائلي، فأسس واحدة من أكبر مؤسسات التصنيع في الشرق الأوسط، داعمًا آلاف الأسر، ومساهمًا في تطوير الصناعة المصرية.

 النادي الأهلي المصري

طبّق ذكاءً قياديًا واجتماعيًا ومؤسسيًا، عبر مشروع “البطل” ومؤسسته الخيرية، وارتبط بالعلم والرياضة والأخلاق، ليُصبح رمزًا للنهج المتكامل لا مجرد نادٍ رياضي

⚠️ وكما رأينا نماذج مبدعة ملهمة طوعت الذكاءات لتغيير الواقع وقيادة الأحداث بشكل مبتكر نجد علي الجانب الأخر من النهر العديد من النماذج الفاشلة بسبب غياب الذكاءات المتكاملة

هتلر

امتلك الذكاء القيادي والخطابي، لكنه افتقد الذكاء العاطفي، الواقعي، والعائلي، مما قاده إلى الغرور والعنف، فتسبّب في حرب عالمية وملايين القتلى.

 نوكيا وكوداك

شركتان عظميان تجاهلتا الذكاء الاستباقي والابتكاري، ففشلتا في مواكبة التحوّلات التقنية، وخسرتا مواقعهما في السوق رغم التفوق السابق.

 الحضارة الرومانية

انهارت لأنها اعتمدت على القوة العسكرية والقيادة السلطوية فقط، وتجاهلت الذكاء العاطفي والاجتماعي والاقتصادي، ما أدّى إلى الفوضى والفساد والضعف الداخلي.

الرسالة الأهم

النجاح الحقيقي لا يكمن في امتلاك ذكاء واحد فقط، بل في التكامل بين الذكاءات العشر. لكلاً من القادة، الدول، المؤسسات، وحتى الأفراد… جميعهم بحاجة إلى هذه المنظومة الشاملة من الذكاءات لتجاوز التحديات، وبناء نهضة مستدامة متجذرة في القيم، ومتسلحة بالعلم.