
في مشهد إنساني مؤلم لكنه مليء بالبسالة والمسؤولية، ظهر أطفال قرية “أمياي” التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية وهم يهرعون لإطفاء حريق اندلع في منزل أحد الجيران، حاملين دلاء المياه وأدوات بسيطة، وسط غياب تام لأي وحدة إطفاء أو إسعاف يمكن أن تستجيب للطوارئ.
ورغم بساطة الأدوات وحداثة أعمارهم، تصرف الأطفال بشجاعة تُلهم الكبار، لكنها في الوقت نفسه تكشف الغياب الواضح للبنية التحتية الأساسية في القرية، وعلى رأسها وحدة الإطفاء ووحدة الإسعاف، ما يجعل كل حادث بسيط مرشحًا لأن يتحول إلى كارثة.
إن ما حدث في أمياي يُعد ناقوس خطر، ودعوة عاجلة للتحرك السريع من الجهات التنفيذية، خاصة في ظل توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمرة بضرورة الاهتمام بالريف المصري وتحقيق حياة كريمة لكل مواطن، عبر توفير الخدمات الأساسية، والبنية التحتية، وتكافؤ الفرص بين الريف والحضر، وذلك في ظل رؤيته الوطنية الحكيمة لبناء “الجمهورية الجديدة”.
ومن هذا المنطلق، نتوجه بنداء حار إلى معالي الوزير المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، صاحب الفكر المتوازن والاهتمام بالمواطن البسيط، أن يدرج قرية أمياي ضمن خطة التحرك العاجل لتطوير البنية الخدمية، وذلك من خلال:
• إنشاء وحدة إطفاء مجهزة بالكامل تغطي القرية والقرى المجاورة.
• توفير نقطة إسعاف دائمة تكون قادرة على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ.
• تدريب وتوعية السكان بأساليب الوقاية والسلامة العامة.
إن أطفال أمياي، الذين تسابقوا لإطفاء الحريق بوسائل بدائية، يستحقون أن يُكافأوا لا أن يُتركوا وحدهم في مواجهة النيران. مكانهم الطبيعي هو مقاعد الدراسة وملاعب القرية، لا ساحات الخطر.
نأمل أن يكون هذا النداء محل اهتمامكم يا معالي الوزير، وفاءً لتوجيهات القيادة السياسية، وحرصًا على أن يكون الريف المصري نموذجًا للحياة الكريمة