
في الوقت الذي احتفى فيه العالم بجهود القاهرة الناجحة في وقف الحرب على غزة، خرجت المنصات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في حملة تشويه جديدة، تحاول التقليل من الدور المصري التاريخي، وكأنها ترفض أن ترى مصر في موقع القيادة والمسؤولية.
منصات الإخوان التي تبث من الخارج أعادت تكرار الأسطوانة المشروخة نفسها؛ اتهامات باطلة، ومزاعم حول تقصير مصر في دعم غزة، رغم أن القاهرة كانت أول من فتح المعابر وأول من تحرك دبلوماسيًا لوقف نزيف الدم وحماية المدنيين.
لقد كشفت هذه الحملة إفلاسا سياسيا وإعلاميا واضحا. فبينما كانت الدولة المصرية تعمل بصمت وفاعلية على مختلف المستويات، انشغلت تلك المنصات في تزييف الوعي وبث الشكوك، محاولة استغلال المأساة الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
لم يعد الإعلام الإخواني إعلاما، بل تحول إلى منصة تحريض مأجورة فقدت المصداقية والمهنية، وأصبحت أداة للهجوم على كل ما هو وطني. غير أن الشارع المصري بات أكثر وعيا، ولم يعد يصدق من يتاجر بالقضايا العادلة بشعارات جوفاء ولغة عاطفية مضللة.
مصر نجحت بالفعل، والإخوان فشلوا مجددا. نجحت بالعقل والجهد والاتزان، بينما فشلوا لأنهم لا يجيدون سوى الصراخ والتشويه. وستبقى الحقيقة ثابتة: القاهرة تصنع السلام… والإخوان يصنعون الفوضى
لم يكن نجاح مصر في وقف نزيف الدم الفلسطيني حدثا عابرا، بل محطة جديدة تؤكد ثبات الدور المصري في الدفاع عن القضايا العربية والإنسانية، ودليلا على أن القاهرة — رغم الضغوط والتعقيدات — ما زالت تمتلك مفاتيح الحل في أكثر الملفات سخونة في المنطقة.
أما الخطاب الإخواني الذي يتحدث اليوم عن نصرة غزة، فهو ذاته الذي مزق وحدة الدول العربية ورفع شعارات المقاومة ليخفي خلفها أجندات حزبية وتنظيمية. لقد أثبتت الأيام أن الجماعة لا تبحث عن نصرة الشعوب، بل عن مكاسب سياسية، وأن منصاتها الإعلامية ليست سوى أدوات لإعادة تدوير الكراهية وتشويه كل إنجاز وطني.
فعندما تبذل مصر جهدا دبلوماسيا يشيد به العالم، تسعى تلك المنصات إلى اختزاله في عناوين رخيصة مثل تخاذل أو تطبيع أو خضوع، وكأنها تكره أن ترى مصر في موقع القيادة والاحترام الدولي.
الإعلام الإخواني فقد منذ زمن بعيد أبسط مقومات المهنية، وتحول إلى أداة دعائية سوداء تستغل آلام الشعوب لتصفية حسابات مع الدولة المصرية. لم يعد غريبا أن نرى مقاطع مفبركة أو تصريحات مبتورة أو صورا خارج السياق تنسب إلى مصر لتأليب الرأي العام.
لكن المدهش حقا هو فشل هذه الحملات رغم ضجيجها، فالجمهور المصري أصبح أكثر وعيا وإدراكا، ولم يعد يبتلع الخطاب المعبأ بالشعارات الفارغة واللغة العاطفية المضللة.
وبينما اكتفت المنصات الإخوانية بالصراخ من الخارج، كانت مصر تعمل بصمت وثبات: تحركات سياسية ودبلوماسية على أعلى مستوى، وجسر إغاثي مفتوح على مدار الساعة، وتحركات إنسانية وأمنية متوازنة حافظت على الاستقرار الداخلي والإقليمي
لم يكن نجاح القاهرة في انتزاع وقف إطلاق النار صدفة، بل ثمرة سياسة عقلانية مسؤولة، تقوم على توازن القوة والمصلحة، لا على المتاجرة بالشعارات أو الاستثمار في الدماء.
من الضروري أن يدرك المواطن المصرى أن هذه المنصات الإخوانية ليست سوى منابر تحريض وكراهية تسعى لتشويه كل ما هو وطني. إنها تكره النجاح المصري لأنها تراه نهاية لدورها المشبوه، وتخشى استعادة مصر لمكانتها لأنها تعيش على فكرة الدولة الفاشلة، لكن الوعي الشعبي اليوم أقوى من الأكاذيب، ومصر ماضية في طريقها بثبات، لا تعبأ بنباح المنصات ولا بضجيج من فقدوا تأثيرهم وسقطت أقنعتهم.
لقد خسر الإعلام الإخواني معركته مجددا أمام وعي المصريين، الذين يعلمون أن دولتهم لا تبحث عن دعاية أو استعراض، بل عن أمن وسلام حقيقيين في المنطقة.
ومهما حاولت تلك الأبواق أن تطمس الحقائق، فإن التاريخ سيسجل أن مصر أوقفت الحرب، بينما اكتفى الإخوان بالصراخ من خلف الشاشات