
سيف الدين قلاوون والصعود إلى القمة
كتبت: أماني أنور
عندما علم بركة خان بما فعله سنقر حينها جمع جيشه من مماليك أبيه
وتحرك نحو الشام ليسترد ما كان له لكن في الشام أتاه الخبر اليقين لم يكن إنقلاب سنقر إلا مؤامرة لإخراج بركة من مصر ليسرع إبن الظاهر بيبرس للعودة للقاهرة، لكن تأتي الصاعقة الأخرى المماليك الصالحية بقيادة سيف الدين قلاوون حماه وصديق والده قد سيطروا على القاهرة ومنعوه
من دخولها.
وعلى الفور ذهب بركة إلى القلعة التي كانت ما تزال تحت سيطرة المماليك الظاهرية وما أن دخلها حتى دخل بقدمه في فخه الثاني فهذا الحصن تحول إلى مصيدة، والمماليك ذوي الخبرة قرروا يتغدوا ببركة خان قبل هو ما يتعشى بيهم، وأطبق الحصار على القلعة حتى إضطر بركة خان إلى الإستسلام ليقرر المماليك قتله لكن تدخل الخليفة العباسي الذي أعاد له الظاهر بيبرس خلافته تدخل لينقذ إبن بيبرس ورفض أن يتم قتله وبدلاً من ذلك نفوه إلى قلعة الكرك وعزلوه وسجنوه فيها.
بدى الأمر وكأنه نصرًا حاسمًا لقلاوون وأتباعه وبدا أن الطريق ممهد له لتخت السلطنة فمعظم المماليك الصالحية ذو الخبرة في القتال والحكم في
صفه لكن وعلى عكس المتوقع رفض الداهية قليل الكلام بالعربية قلاوون الأمر وأعلن عدم رغبته في السلطنة وأتى بأبن الظاهر بيبرس الثاني إبن السبع سنوات ليصبح سلطان مكان أخيه على أن يكون سيف الدين قلاوون واصيًا على العرش.
حيث أراد قلاوون من ذلك التعيين منح نفسه الفرصة المناسبة للتخلص من المماليك الظاهرية وعلى رأسهم بركة خان نفسه حتى يضمن لنفسه الكرسي بلا معارضة وبدأ قلاوون في خطته وبدأ في أبعاد المماليك الظاهرية وقتل بعضهم وتقريب من أيقن في ولاءه حتى أنه أرسل لبركة السجين من يتخلص منه لكن القدر سبقهم ومات بركة بعد أن سقط من على الحصان
وهو يمارس رياضه الفروسية.
وما أن إستتب الأمر وأيقن قلاوون أن المعارضة ضعفت حتى قام بجمع المماليك في القلعة خاطبًا فيهم بأن البلاد تحتاج لسلطان بالغ عاقل صاحب قرار يتولا مقاليد الحكم في البلاد خاصة مع إستمرار الخطر المغولي والصليبي فما كان منهم إلا أن أعلنوا خلع الطفل سلامش وسلطنة سيف الدين قلاوون وبدأ الهتاف بإسمه
والدعاء له على المنابر عام ١٢٧٩م الموافق شهر رجب سنه ٦٨٩ه.
ليواجه قلاوون أولاً التحديات فالمؤامرة التي أحاكها قلاوون والأمراء مع سنقر الأشقر أصبحت حقيقة وما أعلنه سنقر لجذب بركة أصبح واقع فقد استقل سنقر الأشقر بالشام تحت إسم الملك الكامل فأرسل السلطان سيف الدين قلاوون الأمير طرنطاي على رأس فرقة من الجيش لإعادة توحيد الشام و مصر تحت لواءه لينجح الأخير
ويأتي بسنقر ويرسل السلطان قلاوون مكانه الأمير لاجين ليتولى أمر الشام أما سنقر فتم ايداعه في سجن مظلما عقابًا له على ما فعل.
وما أن وحد قلاوون مصر
والشام من جديد حتى جاء الخطر القادم من الشرق مانجوتيمور وأخيه أبغا خان.