
ما احوجنا اليوم الي اخلاق الاسلام فنمارسها سلوكاً في الحياة في زمن طغي فيه الفساد و تلاشت فيه القيم وأصبحنا نعيش بمجتمع اخلاقي بعيد عن ديننا لانعرف متي بدأ ومتي سينتهي ؟
ضعفت النفوس وأصبحت شاذة مريضة بحب الدنيا و شهواتها ،
و بات الصراع بيننا علي المناصب و الكراسي وجمع المال و حب السلطة والشهرة من اجل نعمة او لذه عابرة .
ولا ادري ما الذي اوصلنا الي هذا الكم من العبث السلوكي الفوضوي و انفلات الاعصاب و خراب الذمم و موت الضمير
فعند الازمات تظهر الاخلاق الحقيقية للناس ولذلك نكتشف فجأءة بأن اهم المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الناس ماهي الا أزمة اخلاق متأصلة عند البعض وجذورها تربوية وتتوسع بشكل يومي لعدم فهم معظم الناس لمباديء لغة الحوار واحترام الاخر ،
فهل ذلك نتاج لحياتنا المنبوذة والمكبوتة تعبيراً عن رفض الواقع المعيشي ، ام غيابنا وبعدنا عن ديننا الحنيف ، ام هو لعدم تطبيق القانون بحرفيته علي الجميع كان كبيراً او صغيراً ، و تجد أمثلة كثيره علي ذلك وبدون ذكر لاسماء ، فلان سب و شتم اجهزة الدولة و لا يحاسب، و فلان لا يحترم قوانين المرور و فلان يتعدي بالسب بأبشع الكلمات علي موظف اثناء تأدية عمله ولا يعاقب و فلان اغتصب و قتل ولا يعاقب ولا يحاسب ، و تجد الفوضي والاستيلاء علي املاك الدوله و التعدي علي حقوق الغير ، ولا نجد عقاب رادع لذلك
فيا امة الاسلام و المسلمين لما لا نفتدي ببعض من صفات نبينا و حبيبنا سيد الخلق ،(سيدنا محمد) (صلي الله عليه وسلم) التي اكد عليها الاسلام الحنيف و رسوله الكريم
(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) فأين انتم من ذلك يا مسلمين، (ما من شيء في الميزان اثقل من حسن الخلق) رواه الترمزي، و بصلاح الفرد يصلح المجتمع و يتماسك فالاخلاق الحميده تشمل العدل و التسامح و الصدق و الامانه و الاحترام و الكرم و التعاون،
فكيف لمجتمع تسوده هذه الاخلاق ان ينهار .
و الا يكون في قمة الحضارة و الرقي ،
كما يقول الشاعر احمد شوقي رحمه الله علية ( وانما الامم
الاخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا .