
تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ72 لثورة 23 يوليو 1952، أو مايعرف بالحركة المباركة، عندما قرر الضباط الأحرار أن يغيروا تاريخ مصر، واستعادة استقلالها الوطني، ليخرجوا فى ثورة دعمها وايدها الشعب، واستطاعت الثورة المجيدة ان تغير من وجه مصر بشكل كامل، حيث أطاحت بالملكية، وصار الملك فاروق آخر ملوك مصر، ليبدأ من بعدها العصر الجمهورى، وستظل ثورة 23 يوليو نقطة فارقة في تاريخ النضال الوطني ونموذجًا فريدًا لإرادة شعب اصطف كعادته خلف جيشه على قلب رجل واحد.
هذه الثورة التي قام بها بعض الضباط في الجيش المصري وأطلقوا علي أنفسهم (تنظيم الضباط الأحرار)، وأطلق عليها في البداية «حركة الجيش»، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم «مجلس قيادة الثورة»، وكان يتكون من 13 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وعضوية جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وزكريا محيي الدين، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف البغدادي، وعبد المنعم أمين، وحسن إبراهيم، وقامت الثورة على ستة مبادئ أساسية وهي القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة، وبناء جيش وطني، وتميزت هذه الثورة أنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء.
لقد حققـت ثورة يوليو الكثير من الإنجازات القومية مثل زيادة الرقعة الزراعية عن طريق استصلاحها، فكانت مشروعات استصلاح الأراضى الصحراوية فى مشروعين كبيرين هما مشروع مديرية التحرير ومشروع الوادى الجديد اللذان أضافا إلى مصر مساحات مزروعة إلى مساحتها التقليدية فى الوادى والدلتا.
كما قادت ثورة يوليو مجالات التصنيع من منطلق أن الصناعة هى الطريق نحو تحقيق النهضة فكانت المشروعات الصناعية العملاقة فى مجال صناعة الحديد والصلب والكيماويات والدواء والإنتاج الحربى فتحققت لمصر قاعدة صناعية مكنتها من الوفاء باحتياجاتها المتزايدة من الإنتاج كما تم الاهتمام بصناعات التعدين والبتروكيماويات.
وبهدف توفير المياه لزيادة الرقعة الزراعية نفذت ثورة يوليو مشروع السد العالى كأحد أهم المشروعات القومية العملاقة فى تاريخ مصر الحديث.
حرصت الثورة على توفير الخدمات الاجتماعية والصحية والثقافية لأهل الريف فأنشأت الوحدات المجمعة بالريف لرفع الوعى العام بين الفلاحين.
ولاسترداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر تم إعلان تأميم قناة السويس وتوقيع “اتفاقية الجلاء” بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال، كما تم إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي عادل للثقافة، وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة، وإنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، ورعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية.
اهتمت الثورة بالتعليم وقامت سياسة الثورة فى التعليم على الجمع بين التربية والتعليم لإعداد المواطن إعدادا سليما والأخذ بمبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين فى التعليم بعد أن جعلته مجانيا، كما أنشأت حكومة الثورة وزارة للتعليم العالى عام 1961، كما اهتمت بتحقيق التعاون الثقافى مع البلدان العربية الأخرى ومن مظاهر ذلك إنشاء جامعة القاهرة فرعا لها بالخرطوم بدأ العمل به فى أكتوبر 1955.
ويعتبر إنشاء السد العالى من أهم مكاسب ثورة 23 يوليو، لأنه ساهم فى التحكم فى تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل وتوليد الكهرباء.
وحدثت ثورة صناعية فى مصر من خلال تشييد العديد من المصانع، بجانب مكاسب عدة حققتها المرأة فى شتى المجالات كما نجحت الثورة فى خفض نسبة الأمية بين المصريين.
أعطت ثورة يوليو إشارة بداية صناعة دور إقليمى لمصر عربيا وإفريقيا استمرت آثاره الإيجابية حتى اليوم، ومن ضمن إنجازات الثورة توحيد الجهود وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر العربية.
وامتد الدور المصري بشكل كبير فى إفريقيا والمنطقة العربية، حيث لاقت جميع حركات التحرر التى انطلقت فى أعقابها الدعم المادى والمعنوى من مصر، حيث نجحت القاهرة فى دعم حركات التحرر.