
عبدالرحيم عبدالباري
وزارة الصحة تعزز جهود مكافحة نواقل الأمراض بتدريب متقدم للفرق الطبية
في إطار السعي الدؤوب لحماية الصحة العامة ومواجهة التحديات الصحية المتزايدة، نظّمت وزارة الصحة والسكان ورشة عمل تدريبية متخصصة حول التصنيف المورفولوجي لأنواع البعوض المحلية والدولية. يأتي هذا التدريب، الموجه لمدربي (TOT)، ضمن جهود الدولة لتطوير مهارات الفرق المختصة بمكافحة نواقل الأمراض، وفق أحدث المعايير العالمية، ويهدف إلى تمكين المتخصصين من التعرف الدقيق على أنواع البعوض الناقل للأمراض، مما يسهم في تنفيذ استراتيجيات مكافحة أكثر كفاءة وفعالية.
تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، جاء هذا التدريب ليعزز كفاءة الفرق الطبية العاملة في مجال مكافحة نواقل الأمراض، فالاستثمار في التدريب المستمر يضمن رفع كفاءة الأداء ويتيح للكوادر الوطنية فرصة مواكبة التطورات العلمية الحديثة، ويكتسب هذا البرنامج التدريبي أهمية خاصة في ظل التغيرات المناخية التي قد تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من البعوض لم تكن موجودة سابقًا، مما يستلزم جاهزية الفرق المتخصصة لمواجهة التحديات الصحية المحتملة.
أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الورشة التدريبية تهدف إلى تعريف المتخصصين بمفاتيح التصنيف المعتمدة عالميًا للبعوض، مما يتيح لهم التمييز الدقيق بين الأنواع المختلفة، سواء المحلية أو الوافدة حديثًا، كما أشار إلى أهمية هذه المعرفة في رصد أي تغييرات تطرأ على النواقل المرضية، مما يسهم في تحسين قدرة الفرق المختصة على اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، وبالتالي تقليل معدلات انتشار الأمراض المنقولة عبر البعوض.
أوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة للشؤون الوقائية، أن البرنامج التدريبي تضمن محاضرات نظرية وجلسات عملية مكثفة، حيث تم إعداد مادة علمية متكاملة تتناول أحدث أساليب التصنيف المورفولوجي. وتهدف هذه الجلسات إلى تعزيز المهارات النظرية والتطبيقية للمتدربين، مما يمكنهم من التعامل بفعالية مع البعوض الناقل للأمراض، وتحليل البيانات الخاصة بالخريطة الحشرية لنواقل الأمراض في مختلف المحافظات.
من جانبه، أشار الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، إلى أن هذه الورشة تأتي كجزء من خطوات تفعيل بروتوكول الخريطة الحشرية لنواقل الأمراض، حيث تهدف إلى تحديث قاعدة البيانات الخاصة بالبعوض، مما يمكن الجهات المعنية من تنفيذ استراتيجيات مكافحة أكثر كفاءة، كما أن تعزيز التعاون بين المؤسسات المختلفة يضمن تطبيق التدابير الوقائية وفق أحدث المعايير العلمية، بما يحدّ من تفشي الأمراض المرتبطة بنواقل الأمراض.
أكدت الدكتورة أماني الحبشي، رئيس الإدارة المركزية للأمراض المدارية وناقلات الأمراض، أن الوزارة تسعى من خلال هذه الورشة إلى بناء قدرات وطنية مؤهلة للتعامل مع التحديات الصحية الناجمة عن نواقل الأمراض، فالتدريب المستمر وتطوير المهارات العلمية للكوادر الطبية يضمن تحقيق بيئة صحية آمنة ومستدامة، ويعزز قدرة الدولة على الاستجابة السريعة لأي تهديدات صحية قد تنشأ نتيجة التغيرات البيئية والمناخية.
جدير بالذكر، تعكس هذه الورشة التزام وزارة الصحة بتطوير منظومة مكافحة نواقل الأمراض عبر تطبيق أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية. فمن خلال التدريب المستمر وتعزيز قدرات الفرق المختصة، يمكن تحقيق تقدم ملموس في الحد من الأمراض المنقولة عبر البعوض، مما يسهم في تحسين الصحة العامة وضمان بيئة أكثر أمانًا للمجتمع.