
حسين السمنودي
في زمن باتت فيه الكلمة أمانة، وتحتاج العقول والقلوب إلى من يضيء لها الطريق بنور الهداية والوعي، تقف الدكتورة إيمان إبراهيم، مدرس بجامعة الأزهر، وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وواعظة معتمدة بوزارة الأوقاف، كأحد النماذج المشرفة التي تجسد روح الدعوة الصادقة والفكر المستنير، في وقت تشتد فيه الحاجة للأصوات العاقلة التي تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم.
تمثل الدكتورة إيمان إبراهيم مثالاً حيًا للداعية العالمة التي جمعت بين قوة العلم ورقة الأسلوب، وبين وضوح المنهج وعمق الفهم، لتسهم في نشر تعاليم الدين الوسطي المعتدل، عبر العديد من المنابر والمحافل العلمية والدعوية، مؤمنة أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن الدعوة إلى الله مسؤولية تحتاج لإخلاص القلب وحكمة العقل.
وفي كل محاضرة تقدمها، وكل لقاء تحضره، تضع الدكتورة إيمان بصمتها الفكرية الراقية، عبر خطاب دعوي يتسم بالمرونة، والرحمة، واحترام عقلية المتلقي، متبنية منهج الأزهر الشريف في الاعتدال، والوسطية، ونشر قيم التعايش والتسامح بين الناس، في مواجهة موجات الغلو والتطرف، التي تحاول اختطاف العقول والشباب.
كما أن انتماءها للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر يعكس التزامها بنشر ثقافة السلام ومواجهة الفكر المتشدد، مستثمرة في ذلك علمها الأكاديمي وتجربتها الدعوية، سواء عبر اللقاءات المباشرة أو الندوات والمؤتمرات التي تشارك فيها، داخل مصر وخارجها.
ولم تتوقف مساهمات الدكتورة إيمان إبراهيم عند حدود قاعات الجامعة أو المساجد فقط، بل امتدت إلى ساحات العمل المجتمعي والتثقيفي، من خلال مشاركتها في قوافل وزارة الأوقاف الدعوية والتوعوية، خاصة تلك التي تستهدف المرأة والشباب، حيث تتبنى خطابًا يراعي احتياجات الواقع، ويخاطب قضايا العصر بروح الأصالة والمعاصرة.
وتؤمن الدكتورة إيمان أن رسالة الداعية لا تنتهي عند إلقاء المحاضرات أو الخطب، بل تبدأ في بناء الإنسان السوي، القادر على تحمل مسؤولياته الدينية والوطنية، ليكون عنصرًا إيجابيًا في مجتمعه، يحمل قيم الحق والعدل، ويدافع عن وطنه ضد كل محاولات العبث أو التشويه.
وقد استطاعت الدكتورة إيمان إبراهيم، بفضل علمها الراسخ وفكرها المتزن، أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في قلوب من يعرفها أو يسمع لها، حيث تحرص دائمًا على تقديم القدوة الحسنة، وتوجيه رسائلها بروح الأم والمعلمة، بما يعكس صدق نواياها وسمو رسالتها الدعوية.
وما يميز الدكتورة إيمان هو إدراكها العميق لتحديات العصر، ومعرفتها التامة بما يواجهه المجتمع من قضايا وأزمات فكرية وأخلاقية، لذا تأتي كلماتها دائمًا محملة بجرعات إيمانية ونصائح عملية، توازن بين ما يحتاجه القلب والعقل معًا، وتساهم في بناء الوعي المستنير الذي يعزز انتماء الفرد لوطنه وأمته.
وفي ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية ومؤسساتها الدينية وعلى رأسها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، تظهر أسماء مثل الدكتورة إيمان إبراهيم لتجسد هذه الجهود على أرض الواقع، مؤكدة أن الدعوة إلى الله تعالى ليست مجرد عمل وظيفي، بل رسالة سامية تنطلق من حب الدين وحب الوطن.
لقد أثبتت الدكتورة إيمان إبراهيم أن الدعوة الحقة ليست مجرد كلمات تلقى، ولا شعارات ترفع، بل هي سلوك حي ينبض بالإيمان، وخلق رفيع يعكس حقيقة الدين، وعطاء لا ينقطع في كل زمان ومكان.
فمنذ أن وضعت قدميها على درب العلم والدعوة، وهي تسير بخطى ثابتة، تحمل في قلبها حب الله، وفي عقلها نور الفهم، وفي حديثها صدق النصح، لتبقى عنوانًا للعلم النافع والدعوة الصادقة، ولسانًا للرحمة والهداية، وعنوانًا مشرفًا للمرأة الداعية في مصر، التي اختارت أن تكون همزة وصل بين الناس ودينهم، وبين قلوبهم وربهم.
ستظل جهود الدكتورة إيمان إبراهيم شاهدة على أن الدعوة مسؤولية ثقيلة لا يحملها إلا من صدق النية وأخلص العمل، وأن العمل من أجل الله لا يقاس بالزمن ولا يحده مكان، بل هو نور يسري في كل طريق، يزرع في كل قلب محبة وطمأنينة، ويضيء لكل نفس سبيل الهداية.