
عبدالرحيم عبدالباري
وزارة الصحة تطلق مبادرة “صحة الرئة” لفحص آلاف المواطنين وتطوير خدمات الأمراض الصدرية
في إطار حرص الدولة على تعزيز منظومة الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن فحص أكثر من 35 ألف مواطن ضمن مبادرة “صحة الرئة”، تأتي هذه الخطوة في ظل الجهود المتواصلة لتطوير خدمات الكشف المبكر عن الأمراض الصدرية المزمنة، حيث تم إطلاق المبادرة في نوفمبر 2022 بالتزامن مع انعقاد المؤتمر العالمي للمناخ، وشملت المبادرة افتتاح عيادات جديدة وتجهيزها بأحدث الأجهزة لضمان تقديم الرعاية الطبية المتكاملة.
أوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة نجحت في الوصول إلى 35,082 مواطناً من خلال عيادات “صحة الرئة” المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية، وتهدف هذه العيادات إلى الكشف المبكر عن الأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو الشعبي والسدة الرئوية، بالإضافة إلى أورام الرئة، عبر استخدام أحدث أجهزة قياس وظائف التنفس، وتعكس هذه الجهود التزام الوزارة بتحسين الصحة العامة من خلال توفير خدمات وقائية وتشخيصية متقدمة للمواطنين، بما يسهم في الحد من انتشار الأمراض التنفسية وتقليل مضاعفاتها الخطيرة.
وفي سياق تطوير البنية التحتية الصحية، أعلنت الوزارة عن افتتاح 26 عيادة جديدة ضمن مبادرة “صحة الرئة” في مستشفيات ومستوصفات الأمراض الصدرية بعدد من المحافظات، ومنها أسوان، أسيوط، الجيزة، السويس، والمنصورة، ويأتي هذا التوسع استجابةً للاحتياجات المتزايدة لمرضى الجهاز التنفسي، وتخفيفاً للعبء عن المستشفيات المركزية، كما تهدف هذه الخطوة إلى ضمان وصول الخدمات الصحية المتخصصة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، خاصةً في المناطق الأكثر احتياجاً، مما يعزز قدرة الدولة على مكافحة الأمراض المزمنة والحد من تطورها.
أكد الدكتور حسام عبد الغفار أن العيادات الجديدة تم تزويدها بأجهزة متطورة لقياس وظائف التنفس، مما يتيح إمكانية الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة، ويضمن توفير الرعاية المناسبة للمرضى في مراحلها الأولى، كما تتضمن المبادرة تقديم الإرشادات الصحية اللازمة للتوعية بطرق الوقاية من الأمراض التنفسية، والممارسات الصحية السليمة التي تساهم في تجنب المضاعفات الخطيرة، ويشمل ذلك تقديم النصائح حول الحفاظ على سلامة الجهاز التنفسي، ومتابعة الحالات المزمنة لضمان استقرار حالتهم الصحية وتحسين جودة حياتهم.
ومن جانبه، أوضح الدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجي، أنه في حال اكتشاف إصابة بعض الحالات بأمراض مثل السدة الرئوية أو الربو الشعبي، يتم تحويلهم إلى مستشفيات الصدر بالمحافظات المعنية لإجراء التقييم اللازم وتقديم العلاج المناسب، وأكد على استمرار متابعة الحالات بعد خروجها من المستشفى عبر التواصل الشخصي مع المرضى لضمان استقرار حالتهم الصحية، الأمر الذي يعكس اهتمام الوزارة بتقديم خدمات شاملة تمتد إلى ما بعد مرحلة العلاج، لضمان متابعة دقيقة للحالة الصحية والحد من احتمالية حدوث انتكاسات.
وفي إطار التوجيهات الرامية لتخفيف العبء عن مرضى الصدر، ذكر الدكتور وجدي أمين، مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية، أنه تم إطلاق مبادرة لتزويد مرضى التليفات الرئوية بمولدات الأكسجين المنزلية، وتستهدف هذه المبادرة المرضى الذين يعانون من نقص الأكسجين ويحتاجون إلى متابعة علاجية مستمرة بالمنزل، وذلك بعد إعداد تقارير طبية دقيقة لتقييم حالتهم، وخلال الفترة من مايو وحتى نهاية ديسمبر 2024، تم توزيع 433 جهاز أكسجين على المرضى لضمان استقرار حالتهم الصحية، مما يعكس التزام الوزارة بحماية صحة المرضى وتقديم الدعم اللازم لهم.
تأتي مبادرة “صحة الرئة” ضمن حزمة من الإجراءات التي تتبناها وزارة الصحة للارتقاء بالخدمات الصحية، وخاصة في مجال الأمراض التنفسية التي تتطلب عناية خاصة، ويؤكد إطلاق مثل هذه المبادرات على أهمية الكشف المبكر والمتابعة المستمرة لتحسين جودة الحياة لدى المرضى وتقليل معدلات المضاعفات. كما تسلط المبادرة الضوء على الدور الحيوي للتوعية الصحية في الوقاية من الأمراض المزمنة، وتعزيز الثقافة الصحية لدى المواطنين، مما يعكس رؤية الدولة نحو تحقيق منظومة صحية متكاملة ومستدامة.
كما تعكس مبادرة “صحة الرئة” الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة والسكان لتحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، خاصةً في مجال الأمراض التنفسية المزمنة التي تشكل تحدياً صحياً كبيراً، ومن خلال التوسع في إنشاء العيادات المتخصصة، وتزويد المرضى بالأجهزة الطبية الضرورية، وتقديم الإرشادات التوعوية، تؤكد الوزارة على التزامها بحماية صحة المواطنين والارتقاء بجودة الرعاية الصحية. وتبقى هذه المبادرات خطوة مهمة نحو بناء منظومة صحية متكاملة تعزز من قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية.