
تحتفل مصر فى 25 ابريل 2025 بالذكرى الـ43 لعيد تحرير سيناء، بعد خروج آخر جندى إسرائيلى من تلك البقعة الطاهرة، حيث نجحت القوات المسلحة المصرية فى استرداد كل شبر من هذه الارض الغالية من مخلب العصابة الصهيونية بشكل كامل عام 1982، لكن تظل ارض الفيروز حلم يراود كيان الاحتلال املا فى تهجير الفلسطينيين اليها.
التنمية الشاملة واقامة المشروعات الوطنية فى سيناء مسارا انتهجته الدولة المصرية منذ تسعينيات القرن الماضى، وذلك من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات رئيسة تم العمل على تطويرها في سيناء خلال السنوات الماضية، ويشمل القطاع الأول البنية التحتية، ويضم خدمات النقل، والطاقة والغاز الطبيعي، والكهرباء، والطاقة المتجددة، فضلًا عن خدمات المياه والصرف الصحي، والقطاع الثاني ويتمثل في الصناعة والاستثمار، والقطاع الثالث يسلط الضوء على المشروعات الاجتماعية، في قطاعات التعليم، والصحة، والإسكان، والحماية الاجتماعية، والخدمات الحكومية المميكنة.
وحظيت الجهود المصرية بإشادة العديد من المنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية خلال السنوات الماضية، وذكرت الأمم المتحدة أن الاستثمارات العامة زادت بالبنية التحتية لمنطقة سيناء إلى جانب مشروعات النقل والإسكان، مما دعم من استقرار سيناء وتنميتها وانخفاض الحوادث الإرهابية بها. بينما سجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية محطة بحر البقر فى شبه جزيرة سيناء كأكبر محطة معالجة فى العالم، وأشارت إلى انها تقدم مصدرًا هامًا لمياه الرى وحلًا فعالًا لدعم الزراعة بمنطقة سيناء.
وفى ظل احتفالتنا الوطنية بعيد تحرير سيناء يجب ان نتذكر الأطماع التى لم تمحوها سنوات من الهزائم والانبطاح طالت عصابة الصهيونية على يد خير أجناد الأرض، الجيش المصرى الذى سطر ملحمة فى الدفاع عن أرض شبه جزيرة سيناء قبل 43 عاما، تخضبت رمال سيناء بدماءئه، ونجحت مصر فى طرد عدو إسرائيلى متغطرس حتى آخر جندى، مهزوم مدحور لكن ظل يراوده حلم العودة البائد، وكان هدفا استراتيجيا له طيلة السنوات الماضية.
ومنذ أن أعلنت إسرائيل عن مخططها للتهجير القسرى لاهالى غزة أكدت مصر أن أية محاولات أو مساعي لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستبوء بالفشل، وأن الحل الوحيد للأوضاع الراهنة يتمثل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
أن كل محاولات المساس بسيناء الطاهرة لا تعدو كونها أوهامًا عابرة، سرعان ما تتحطم على صخرة الإرادة المصرية الصلبة، وسيبقى الجيش المصري الباسل والشعب الأبي في رباط دائم، أوفياء لعهد الدفاع عن الوطن والتضحية بالغالي والنفيس من أجل صون ترابه الطاهر، كما سيبقى عطاء المصريين العظيم وإخلاصهم المتجذر في أعماق التاريخ، قوة دافعة تبني وتحمي وتضيء الطريق للأجيال القادمة.
سيبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل كل عام، يومًا مشهودًا في عمر أمتنا يمثل نتاجًا نفتخر به، لحرب أكتوبر المجيدة، ومسيرة السلام والدبلوماسية الطويلة مجسدًا إرادة شعب، أبى أن يعيش في ظل الانكسار.
إن تحرير سيناء كان تحريرًا للكرامة المصرية وانتصارًا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ.