
كتب صلاح طبانه
نُظّمت ندوة توعوية بمديرية التموين بالفيوم حول مخاطر التنقيب غير المشروع عن الآثار، وذلك تحت رعاية الأستاذ سامح شبل، وكيل وزارة التموين بالفيوم، وبمشاركة الدكتورة نرمين عاطف، مديرة إدارة الوعي الأثري.
وخلال كلمته، أكد الأستاذ سامح شبل أن الحديث عن التنقيب غير المشروع عن الآثار لا يتعلق فقط بخسارة مادية لتراثنا، بل يُعد فقدانًا لهويتنا وتشويهًا لتاريخنا. وأشار إلى أن وزارة التموين، رغم أن دورها قد يبدو بعيداً عن هذا الملف، إلا أنها معنية بتأثيرات اقتصاد الظل، الذي يتغذى على مثل هذه الأنشطة غير المشروعة، بما ينعكس سلبًا على المنظومة الاقتصادية الرسمية ويضعف قدرة الدولة على ضبط الأسواق وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأوضح أن الإنفاق على شراء أجهزة الكشف أو اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين خارج الإطار القانوني، يسهم في إفقار الأسر وتآكل دخولها، مما يزيد من الأعباء المجتمعية والاقتصادية.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نرمين عاطف عن خطورة التنقيب العشوائي على التراث القومي، مؤكدة أن هذه الظاهرة لا تمس فقط قطاع الآثار، بل تمس كيان المجتمع وهويته وتاريخه. وشددت على أن الجهل بقيمة الأثر وعقوبة التنقيب، وكذلك الجهل بالأضرار الناتجة عن الحفر غير العلمي، كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
وأضافت أن هذا النوع من التنقيب لا يدمر فقط التماثيل والقطع الأثرية، بل يطمس الأدلة التاريخية والعلمية التي تساعد في فهم الحضارة المصرية. ودعت إلى ضرورة نشر الوعي خاصة في المناطق القريبة من المواقع الأثرية، مؤكدة أن حماية الآثار تعود بالنفع على الجميع من خلال دعم السياحة وخلق فرص عمل مستدامة.
واختتمت الندوة برسالة واضحة من الدكتورة نرمين: “الأثر ملكك.. لا تفرّط فيه، ولا تبيعه، ولا تدمره بحثاً عن وهم”. كما توجهت بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الفعالية، مؤكدة أهمية مواصلة الجهود لنشر الوعي الأثري في مختلف فئات المجتمع.