
حسين السمنودي
تشهد وزارة الأوقاف المصرية حالة من النشاط المكثف استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، في ظل قيادة مخلصة وواعية من فضيلة الشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني، الذي أثبت كفاءته العالية في إدارة الملفات الدعوية والاجتماعية بالوزارة، وتفعيلها بما يتماشى مع توجه الدولة المصرية نحو دعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتكريس القيم الدينية والإنسانية في المجتمع.
وتأتي الاستعدادات الجارية لعيد الأضحى هذا العام في إطار خطة متكاملة تشرف عليها الوزارة، بدءًا من تجهيز المساجد الكبرى والساحات المخصصة لصلاة العيد، وتوفير بيئة مهيأة للمصلين، مرورًا بتوحيد خطبة العيد والتركيز على المعاني السامية للأضحية، ووصولًا إلى أحد أبرز وأهم محاور العمل الدعوي والمجتمعي في هذه المناسبة، وهو مشروع صكوك الأضاحي والإطعام، الذي تحرص وزارة الأوقاف على تنفيذه سنويًا بأعلى درجات الشفافية والتنظيم.
وقد أكد فضيلة الشيخ خالد خضر أن مشروع صكوك الأضاحي والإطعام لم يعد مجرد عمل تطوعي أو موسمي، بل هو واجب قومي وإنساني، يحمل في جوهره رسالة عظيمة تعكس عُمق مفهوم التكافل في الإسلام، وترسخ لمبدأ توزيع الثروة بشكل عادل يخدم الصالح العام ويضمن سعادة وكرامة الإنسان. وأوضح فضيلته أن كل صك يتم شراؤه عبر وزارة الأوقاف يتحول إلى لحم طازج يصل إلى منازل الأسر الأولى بالرعاية، دون أن يُكلفهم شيئًا، وبتوزيع عادل ومنضبط لا يُميز بين أحد ولا يُهدر الموارد.
وتحرص الوزارة، بتوجيه مباشر من الشيخ خالد خضر، على متابعة مراحل الذبح والتجهيز والتبريد والتوزيع بدقة تامة، من خلال لجان رقابية وميدانية لا تتوقف عن العمل طوال أيام العيد، لضمان وصول اللحوم في حالتها المثلى إلى مستحقيها. كما يتم التعاون مع وزارات ومؤسسات عدة في الدولة لتوسيع قاعدة المستفيدين وضمان التوزيع في مختلف أنحاء الجمهورية، وخاصة في المناطق الحدودية والقرى الأكثر فقرًا.
وفي الوقت ذاته، يواصل القطاع الديني تحت قيادة الشيخ خالد خضر التنسيق مع الأئمة والواعظات وخطباء المساجد لتقديم محتوى دعوي راقٍ ومستنير في هذه المناسبة الجليلة، يركز على معاني الرحمة والمودة وأهمية العطاء، ويُحارب مظاهر الغلو أو الاستعراض أو الإسراف في الذبح والتوزيع. وقد تم تكليف جميع المديريات التابعة للوزارة بإعداد قوائم حقيقية بالحالات الأولى بالرعاية، لضمان تقديم الدعم الحقيقي لمستحقيه، وعدم اقتصاره على مجرد توزيع لحوم بل يتعداه ليشمل رسالة إنسانية أعمق تحمل معنى الاهتمام والرعاية والاحتواء.
ولا يغفل الشيخ خالد خضر خلال هذه المرحلة المهمة عن توجيه كافة العاملين في القطاع الديني إلى ضرورة أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يظهروا الوجه الحضاري للدين الإسلامي في خطبهم وسلوكهم وتعاملهم مع الجماهير. كما يُشيد الجميع بدوره الإيجابي، فهو دائم المتابعة، لا يكلّ ولا يملّ من عقد الاجتماعات الميدانية والافتراضية لمراجعة كل تفصيلة في خطة الوزارة للعيد، ويُشرف بنفسه على عمليات التنفيذ من الميدان وليس من خلف المكاتب.
إن وزارة الأوقاف، في ظل هذا الأداء المتميز والتوجيهات الحكيمة من رئيس القطاع الديني، تُقدم نموذجًا يُحتذى في التكامل بين العمل الديني والمجتمعي، وبين خدمة الشعائر الدينية وخدمة المواطنين، خاصة الفئات الأولى بالرعاية التي تحتاج إلى من يمد لها يد العون دون ضجيج أو منّ. وقد أثبتت الوزارة أنها جديرة بثقة القيادة السياسية والشعب المصري، وأنها قادرة، بقيادتها الحالية، على أن تظل حاملة لرسالة الدين، ومدافعة عن كرامة الإنسان، وفاعلة في صناعة الأمل على أرض هذا الوطن.