
حبيبتي،
أهلًا بكِ في هذا العالم التافه
الآن أصبح عمركِ دقيقة وأنتِ تفتحين أجفانكِ بصعوبةٍ كأنّكِ لا زلتِ غير متقبلة لوجودكِ هنا بعد.
تصرخين في وجه الوجود
فيسجل اسمكِ بين كومة الأسماء البشريّة التي خلقت في نفس اللحظة معكِ ثم يدرجهم في قائمة ضحايا قضمة التفاحة السماوية.
إنهم الآن يغسلون عنكِ منزلكِ الأساسي بعد أن انتزعوكِ وإياه من موطنك الأول “رحمي”، وأول درس سأمنحهُ لكِ: هو أنكِ لن تعيشي في وطن أدفأ من الذي تكونتِ فيه، وهذهِ حقيقةٌ قاسية عليك استيعابها مبكراً.
حبيبتي،
كي تتجنبي خيبةَ أبناء هذا البلد اللاحقة.
في هذه اللحظة، أصبح عمركِ خمس دقائق، ولكي تعرفي.. هذه الخمس دقائق صعبةٌ علي كثيراً لقد افتقدتكِ!
ابنتي، أنتِ أجمل مخلوق رأتهُ عيني، بصراحة كنتُ سأخبرك بشيء آخر صدقاً تشتت ذهني ولا أستطيعُ وصف مدى سعادتي بوجودكِ بجانبي الآن.
أنتِ أغلى جزء مني وأنا هنا دائماً لأجلك، أسمع كل أحاديثك وأستوعب آلامكِ وأفرحُ أكثر مما تفرحين لنجاحاتك، أنا هنا دائماً أمك وأختك وصديقتك متىٰ تحتاجين.
ها أنتِ تفشلين للمرة السابعة في إزاحة جفنيكِ العلويين والسماح للنور بمداعبة حدقتي عينيكِ الجميلتين بعدَ إحدى عشر دقيقة من وجودكِ.
وأنا أستمر بالتفوه بجمل لا معنى لها سوى أني أحبكِ، فأحبكِ..
رسالة أم لأميرتها جني.