
مضى شهر كامل … لم اكتب ( سطر ) .. ولم افكر خلال تلك الفتره القصيره فى نشر اى موضوع …
ولكن .. بما ان شهر رمضان قد اقترب … فكان ولابد من نشر المقال التالى :
محمد بن على ابن ابى طالب فى بيت القعقاع ابن عمرو التميمى يساعده فى التجهيز .. حيث قرر القعقاع ان يستقر فى مصر فى الدقهليه وتحديدا فى ( المنزله ) … وقد دفن بالفعل فى مدينة ( المنزله ) وله هناك .. وحتى الان ضريحا …
محمد ابن على ابن ابى طالب كان من احب ابناء على رضى الله عنه …. ومن ابناء على بن ابى طالب ايضا ( العباس بن على …. و جعفر بن علي بن أبي طالب ) . وبمناسبة ذكر جعفر بن على . . لابد وان نشيد بدوره الرائع مع اخيه الامام الحسين بن على فى معركة ( كربلاء ) واستشهد معه للاسف علي يد ( الحقراء ) قتلة الشهيد الحسين بتعليمات من ( المريض – المعتوه ) يزيد بن معاويه .. وقد استشهد ايضا من ابناء على فى كربلاء ( عثمان بن على ) … وكثير من شباب الامه لايعرفون عن ابناء على ابن ابى طالب غير الحسن والحسين ولكن فى حقيقة الامر ان للامام الحسين كثير جدا من البنين والبنات وهم بجانب الحسن والحسين :
المحسن بن علي والعباس وعبد الله وجعفر وعثمان وعبيد الله وابو بكر ومحمد وعمر بن علي بن أبي طالب…
و البنات:
زينب بنت علي بن أبي طالب وأم كلثوم ورقية و رملة وخديجة بنت علي بن أبي طالب ..
كل تلك الاسماء من ابناء على عاشوا احداث ماقبل رحيل على رضى الله عنه .. عاشوا لحظة مابعد طعن الخليفه الامام على ابن طالب .. الا ابنه محمد .. فلقد كان فى بيت القعقاع مع ابناء القعقاع واخيه عاصم بن عمرو التميمى .. والقعقاع نفسه لم يكن فى داره وقتذاك .. كان يصلى خلف الامام على ابن طالب في صلاة الفجر في مسجد الكوفة.. و في أثناء الصلاة ضربه فجأة عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه فانقض القعقاع عليه فطرحه ارضا . وتم القبض عليه .. والملعون عبد الرحمن ابن ملجم واحد من ( الخوارج ) نفذ مهمته في صباح 19 رمضان سنة 40 وهو نفس التوقيت الذى تعرض فيه كل من معاويه ابن سفيان فى الشام وعمرو بن العاص فى مصر لمحاولة اغتيال ضمن اتفاق مسبق على قتل الثلاثه فى يوم واحد .. ولكن وقع تغيير فى تاريخ التنفيذ .. والقصه من بدايتها كانت بسبب وقعة النهراون .. وهى معركه من توابع معركة ( صفين ) بين جيش على ابن طالب وجيش الامام على …. .. وللاسف الشديد وبكل جهل فكر بعض من الخوارج في مكة فى كيفية الانتقام ( خاصة ) انهم تذكروا قتلاهم في وقعة النهروان وقال بعضهم كما جاء فى كتاب من كتب الراحل الاديب الكبير عبد الحميد جوده السحار :-
( لو أننا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلالة على غرة فقتلناهم فأرحنا العباد منهم، وثأرنا لإخواننا الشهداء) …
وتم الاتفاق بالفعل على خطة الاغتيال .. المهمه الاولى لعبد الرحمن بن ملجم وهى قتل علي بن أبي طالب . . و الحجاج التميمي المعروف باسم (البرك) بقتل معاوية .. وعمرو بن بكر التميمي بقتل عمرو بن العاص
وكتبت النجاه لعمرو ابن العاص ومعاويه ابن ابى سفيان .
الامر الذى حزن بعده القعقاع ابن عمرو التميمى واصابه الذهول واصابته الدهشه .. فلقد خرج من بنى تميم ( اهل القعقاع ) هؤلاء الاشرار ..
سمع محمد بن على خبر الهجوم على ابيه الامام على .. فانطلق مسرعا الى دار على ابن ابى طالب ليرى ابيه على فراش الموت يبتسم له .. ثم يقول للحسن والحسين :
اوصيكم خيرا باخيكم محمد ….. وقبل ان يلقى عليهم وصيته … سبح على ابن طالب فى بحر الذكريات وقد جاءت عينه على القعقاع ابن عمرو التميمى وهو يبكى .. فقال :
عرفتنى ياقعقاع وعرفتك .. تالله .. تالله ياابن عمرو التميمى .. كنت خير صاحب … كنت شجاعا فى الجاهليه وشجاعا فى الاسلام وصدق ابا بكر . صدق والله ( ان صوت القعقاع فى المعركه بالف رجل ) … لعلى اتذكر يوم اسلامك ياقعقاع بعد غزوة تبوك .. اراك فى معارك فتح فارس .. اراك فى القادسيه . اراك فى البصره يوم ( الجمل ) .. اراك فى معركة صفين .. واراك بطلا فى معركة النهراون .. واخيرا اراك اليوم وانا اوصيهم … اسمع ياقعقاع .. اسمعوا منى ..
أوصيك يا حسن وجميع ولدى ومن بلغه كتابى بتقوى الله ربكم .. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإنى سمعت أبا القاسم رسول الله يقول:
( ان صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام .. انظروا إلى ذوى أرحامكم فصلوا ليهوِن الله عليكم الحساب، الله الله فى الأيتام فلا تعفو أفواهم ولا يضيعن بحضرتكم، والله الله فى جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصى بهم حتى ظننا أنه سيورثهم….. والله الله فى القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، والله الله فى الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله فى بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا، والله الله فى شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار…. والله الله فى الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب، والله الله فى ذمة نبيكم لا تظلمن بين ظهرانيكم ……. والله الله فى أصحاب نبيكم فإن رسول الله أوصى بهم، والله الله فى الفقراء والمساكين فأشركوهم فى معاشكم، والله الله فيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله أن قال:-
( أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم ) ……
الصلاة الصلاة لا تخافن فى الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله….. ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فيولى الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب….
صعدت روح الامام على ابن طالب.. احد ضحايا الجهل والغباء .. مات ليلة 21 رمضان ( رمضان الحزين ) بعد ثلاثة ايام من طعنه .. فى الكوفه بالعراق .. وكانت وقتذاك دوله الخلافه الراشده .. واهتزت المدينه بعد سماع عبارة ( مات امير المؤمنين ) …
مات على وترك خلفه الفتنة مشتعلة بين المسلمين وللاسف لاتزال حتى يومنا هذا .. نعم .. نعم وربى .. واتحمل انا [[ محمود يحيي سالم ]] مسئولية هذه العباره
مات على ولااحد يعلم حتى الان الا القليل جدا من الناس .. أن أقارب عثمان والأمويين لم يبايعوا على ابن ابى طالب وفى مقدمتهم (معاويه) .. وتوجهوا إلى الشام بالاضافه الى ان سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وغيرهم لم يبايعوا بالولاء ولكن تعهدوا بعدم الانقلاب ضد على ابن ابى طالب ..
ولااحد من اهل السياسه ( اهل الثقافه والعلم والمعرفه فقط ) ينكر ان 5 سنوات هى مدة خلافة على رضى الله عنه .. خمس سنوات كانت ملتهبه وعنيفه وبعيده كل البعد عن الاستقرار .. خاصة بعد ان انتقل علي إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إليها … وكانت الكارثه الاولى فى سياسه على يوم ان قرر عزل الولاة الذين عينهم عثمان وتعيين ولاة آخرين يثق بهم، رغم نصيحة ابن عباس و العاقل ( المُحنك ) المتزن ( المغيرة بن شعبة ) الذين نصحوه بالتراجع عن قراره … ولكنه اصر على تنفيذ كل قراراته .. فأرسل عثمان بن حنيف الأنصاري بدلا عن عبد الله بن عامر إلى البصرة … وعلى الكوفة أرسل عمارة بن شهاب بدلا عن أبي موسى الأشعري، وعلى اليمن عبيد الله بن عباس بدلا عن يعليى بن منبه، وعلى مصر قيس بن سعد بن عبادة بدلا عن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وكانت الكارثه وبداية الجحيم .. حين ارسل على الشام سهل بن حنيف بدلا عن معاوية بن أبي سفيان ( ! ) ولم ينفذ معاويه قرار الامام على .. واشتعلت العداوة .. حتى انتهت بعد رحيل الامام على وتولى الحسن ابن على الخلافه … ولكن زهد الرجل .. واختار السلام … جاء الى السلطه الحسن بن علي وبايعه الناس في الكوفة .. واستمرت خلافته ستة أشهر، وانتهت خلافته بصلح الحسن مع معاوية وتنازله عن الحكم حقنا لدماء المسلمين
ايام قليله .. ثم غادر القعقاع ابن عمرو التميمى دولة النار والاحزان واتجه مع اسرته الى مصر .. حيث ( المنزله ) وكان قد اختار بيتا هناك لينهى حياته الرائعه فيه … ولكن الرجل قد عاش جحيم ادمان ( السياسه ) .. وبالتالى ظل يتابع كل الاحداث بعد مقتل الحسن واستشهاد الحسين .. وقبل وفاته بقليل وهو على فراش الموت قال :
ولدت فى زمن الجاهليه .. ورزقت بالاسلام … وها انا اموت فى زمن الفتن ..
اما [[ محمود يحيي سالم ]] فيقول :
لن تموت الفتنه طالما ان الجهل هو سيد الموقف … لان فى كل عصر يولد ( يهوذا الاسخريوطى ) و ( عبد الله ابن سلول ) .. زعيم المنافقين في زمن النبي .. و( مسيلمه ابن حبيب الكذاب) … واهل الرياء والنفاق .. واهل الشر والغيبة والنميمه وصناع ( الاشاعات ) والمرضى بامراض نفسيه عدوانيه .. واهل الحقد والغل والكراهيه وعشاق الفتن والوقيعه بين الناس .. واصحاب الشيطان … واهل الحسد والبغضاء … واصحاب المليون وجه … ومدعين العلم والمعرفه وهم فوق قمة الغباء … وكثير جدا من اهل ( السياسه ) فى العالم – الا من رحم ربى ….. ..
سيظل الشيطان يستخدم ثوب الملائكه .. وابتسامة الابرياء .. ووداعة الحمام .. ليمارس عمل الافاعى … فهو يستمتع باسلوب ( الحيات ) … وكثير من البشر امنوا بحياة واساليب الشياطين .. وكفروا بالقيم والمبادئ والاخلاقيات .. وسخروا من اهل الرحمه والتسامح والموده والاخاء والمحبه … وكأنها زينتهم وزينة حياتهم التى يصعب ( استغنائهم ) عنها مثلهم كمثل الذين قال عنهم المولى تبارك :
(( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم ) …. يالها من دنيا … يالهم من بشر يتقزز ويشمئز منهم الفؤاد .. يالها من دنيا لاتستحق الا عبارة ( على الدنيا السلام … )