
في ردك على الأذى،أشرفُ انتقامك هو أن تغفر لنفسك، و أن تعفو عمن أذاك. أن تسمو فوق سوءهم، و أن تعتق نفسك من أغلال الكراهة، و أحمال الضغينة.
و أثقلُ انتقامك أن ترد على شاكلة الأذى، ظناً منك بأنهم يستحقون، و بأنك بذلك تجني رضاك عن ذاتك. لكنك بنقمك هذا تهلك عافية روحك، و تثقلها بأضغانٍ لئام، تُدنس رونقها، و تصرف سكينتها، و تعمي بصيرتها عن كل الدروب النبيلة التي كانت لتجلب رضاك، دوناً عن كل دواعي الضغون.
و أنكَى انتقامك أن تُتعس نفسك بنفسك عمداً، و إن لم تكن تدري، أن تعتنق البؤس سيمةً لحياتك، و أن تنكأ بنفسك جراحك،ظناً منك أن في سعيك إلى التعافي استهانةً بوطأة مصابك، و حوجاً منك إلى أن تبث الندامة في عيون الذين آذوك كلما رأوك.
لكن يا مسكين كل الذين ظلموك قد رحلوا، و ما من أذى من أحد و لا ذكرى لجرح أمكن من قُدرتك على التعافي.
تحرر، و أعلم أن ضيقك ليس في حالك و لا مما جرى لك بقدر ما هو فيما تشكلت عليه قناعتك، و من ثم طاوعتها مشاعرك. و أنك لست ضحيةً لخاذليك، و لا أسيراً لمآسيك. و إنما أنت ضحيةُ ذهنك، و إنما أسرُك في رأسك.