
الجيش المصري عبر التاريخ هو تجسيد حي للبطولة والتضحية، حاملاً على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الأرض المصرية وتحقيق الأمن والاستقرار. نلقي نظرة مفصلة على أبرز الفترات التاريخية والمعارك الحاسمة التي سطر فيها الجيش المصري أروع أمثلة البطولة والفداء.
وقد أثبت الجيش المصري في العصور الفرعونية قدرته على الدفاع عن البلاد وتوسيع نطاقها. كانت المعارك التي خاضها الجيش تحت قيادة الفراعنة معارك مصيرية، منها على سبيل المثال لا الحصر
معركة مجيدو (1479 ق.م)بقيادة الفرعون تحتمس الثالث، حيث أظهر الجيش تنظيمًا استثنائيًا وشجاعة في مواجهة قوات الكنعانيين، محققًا نصرًا باهرًا فتح الطريق لتوسعات أخرى.
وكذلك معركة قادش (1274 ق.م) بقيادة رمسيس الثاني ضد الحيثيين، كانت من أضخم المعارك في العالم القديم، حيث أبدى الجنود المصريون مقاومة شديدة، رغم قسوة المعركة والخسائر الفادحة.
وفي العصر البطلمي والروماني
بعد وفاة الإسكندر الأكبر، انتقلت مصر إلى حكم البطالمة، ورغم التحديات، بقي الجيش المصري عمود الدولة. في العصر الروماني، انخرط المصريون في الجيوش الرومانية، حيث
معركة أكتيوم (31 ق.م) شهدت اشتراك البحرية المصرية إلى جانب مارك أنطوني وكليوباترا السابعة ضد أوكتافيان، رغم الخسارة، أظهرت المعركة مدى ولاء المصريين لقيادتهم.
وفي الفتح الإسلامي لمصر
ومع دخول الإسلام إلى مصر في القرن السابع الميلادي، أبدى المصريون ولاءً قويًا للدولة الإسلامية الجديدة:
– ولا ننسى فتح مصر (640-642 م) بقيادة عمرو بن العاص، حيث قدم المصريون الدعم والإمداد للقوات الإسلامية، مما ساهم في تحرير مصر من الحكم البيزنطي.
وفى العصور الوسطى: الأيوبيون والمماليك
شهدت مصر في العصور الوسطى أعظم معاركها تحت قيادة الأيوبيين والمماليك:
معركة حطين (1187 م) بقيادة صلاح الدين الأيوبي، حيث تمكن الجيش المصري من إلحاق هزيمة ساحقة بالصليبيين، مستعيدًا القدس.
-وكذلك معركة عين جالوت (1260 م)بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس، حيث تمكن الجيش المصري من إلحاق هزيمة تاريخية بالتتار، موقفةً زحفهم المدمر نحو الشرق الأوسط.
وفي العصر العثماني
خلال الحكم العثماني، استمر الجيش المصري في إظهار ولائه للدولة العثمانية، رغم التحديات الداخلية والخارجية:
وكانت معركة الريدانية (1517 م)حيث قاتل الجيش المصري بشجاعة ضد القوات العثمانية الغازية، رغم الهزيمة التي أدت إلى بداية الحكم العثماني.
أما بالنسبة للحملة الفرنسية وثورة 1919
مع قدوم الحملة الفرنسية، أبدى المصريون مقاومة شديدة للاحتلال:
وكانت مقاومة الحملة الفرنسية (1798-1801 م) قوية وشرسة وبطولية حيث خاض الجيش والشعب المصري معارك شرسة ضد قوات نابليون بونابرت، مؤكدين على رفضهم للاحتلال.
وفي ثورة سنة 1919 قاد الشعب والجيش المصري ثورة عارمة ضد الاحتلال البريطاني، معبرين عن رغبتهم في الاستقلال.
وفى حروب القرن العشرين
تميز القرن العشرين بمعارك حاسمة للجيش المصري:
أولا _حرب فلسطين (1948)حيث شارك الجيش المصري في الحرب دفاعًا عن القضية الفلسطينية.
مرورا بالعدوان الثلاثي (1956)أبدى الجيش المصري مقاومة بطولية ضد العدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على قناة السويس.
ووصولا لحرب الأيام الستة (1967) رغم الخسارة، لم يتوان الجيش المصري عن إعادة بناء قوته وتحضير نفسه للمعارك القادمة.
ثم حرب أكتوبر (1973)وتعد تلك الحرب من أهم المحطات في تاريخ الجيش المصري، حيث تمكن الجنود المصريون من عبور قناة السويس وتحقيق انتصارات عسكرية كبيرة على الجيش الإسرائيلي، مما أعاد للأمة العربية كرامتها.ولا ننس
دور الجيش في العصر الحديث
ففي العصر الحديث، لا يزال الجيش المصري يلعب دورًا حيويًا في حماية الوطن:
وفى ثورة 25 يناير 2011 حافظ الجيش المصري على استقرار البلاد خلال فترة التحولات السياسية العميقة.
أما الفترة العصيبة وهى مكافحة الإرهاب فقد قاد الجيش المصري عمليات مستمرة ضد الإرهاب في سيناء، مؤكداً على دوره في حماية أمن البلاد واستقرارها.
وفى النهاية لابد وأن نعلم جيدا بأن تاريخ الجيش المصري هو قصة تضحيات وبطولات متواصلة عبر العصور. من الفراعنة إلى العصر الحديث، جسد الجنود المصريون قيم الفداء والولاء والتضحية، مؤكدين على مكانتهم كحماة للوطن وأمناء على سلامته. هذه الروح البطولية التي لا تعرف الاستسلام، تظل حية في ذاكرة المصريين، ملهمة للأجيال القادمة للدفاع عن مصر بكل شجاعة وإخلاص.وسيظل الجيش المصري حامي حمى البلاد والمدافع الأول عنها يستمد قوته من الله سبحانه وتعالى.ولذلك يحافظ على تلك القوة ببذل مزيد من الجهد والعرق والدماء ليقف كالجبال أمام طمع الأعداء الذين يتمنون أن يضعف الجيش المصري لحظة حتى يدمرونه كما فعلوا بجيوش العالم العربي .ولكن هيهات هيهات .نسأل الله تعالى الأمن والسلامة لمصر ولشعبها وأرضها وجيشها وقيادتها .حفظ الله مصر والمصريين .