
محاولة الدخول الى مملكة علم النفس ( Psychology ) تحتاج الى مجهود ضخم ومكثف … وفتح بوابة علم النفس امر عسير جدا وشاق …
هذا ماقيل لى انا وزملائى فى جامعة وايومنج ( Wyoming ) بالولايات المتحده الامريكيه ..
ومن اكثر المواد او الموضوعات التى شغلت فكرى واهتمامى .. موضوع ( الاحباط ) او كما تنطق فى علم النفس ( Frustraion ) … خاصة ان عرف القارئ ان الاحباط هو حالة أو عمل يحول بين المرء وتحقيق إحدى حاجاته الاجتماعية…
والاحباط ياعزيزى القارئ ليس ( فقط ) كما يصوره البعض على انه علة في ذات نفسك أنت .. أو عاهة تشكو منها .. أو انخفاض في مستوى الذكاء عندك.. أو عن تصدرك لتحقيق أهداف هي أبعد منالا من أن تبلغها بقدراتك أو مؤهلاتك … لا .. لا … هذا غير صحيح فى ( المجمل ) .. او على الاقل ليس هذا هو المعنى الكامل الشامل للاحباط ….. فالاحباط كما عرفناه من اساتذتنا وكما فى كل المراجع وكتب علم النفس … هو الحالة التي تواجه الفرد عندما يعجز عن تحقيق رغباته النفسية أو الاجتماعية بسبب عائق ما.. وقد يكون هذا العائق خارجياً كالعوامل المادية والاجتماعية والاقتصادية أو قد يكون داخلياً كعيوب نفسية أو بدنية أو حالات صراع نفسي يعيشها الفرد تحول دونه ودون إشباع رغباته ودوافعه .. ( هذا ليس كلامى انا / محمود يحيي سالم ) .. بل كلام اساتذتى الكبار .. وانا وزملائى جميعا .. نقول :
ان الإحباط يدفع الفرد لبذل مزيد من الجهد لتجاوز تأثيراته النفسية والتغلب على العوائق المسببة للإحباط لديه بطرق منها ما هو مباشر كبذل مزيد من الجهد والنشاط، أو البحث عن طرق أفضل لبلوغ الهدف أو استبداله بهدف آخر سهل التحقيق. وهناك طرق غير مباشرة، يطلق عليها في علم النفس اسم الميكانزمات أو الحيل العقلية( mental mechanism) وهي عبارة عن سلوك يهدف إلى تخفيف حدة التوتر المؤلم الناشئ عن الإحباط واستمراره لمدة طويلة وهي حيل لاشعورية. يلجأ إليها الفرد دون شعور منه .. …
ومن هذه الحيل ( الكبت، النسيان، الإعلاء، والتعويض، التبرير، النقل، الإسقاط، التوجيه، تكوين رد الفعل، أحلام اليقظة الانسحاب، والنكوص ) …
وعندما يتكرر حدوث الإحباط لدى فرد ما .. فإنه يؤدي إلى مشاكل نفسية معقدة وخطيرة تستدعي العلاج وقد يكون الإحباط ) بناءاً ) في بعض الأحيان لأنه يدفع بالفرد لتجاوز الفشل ووضع الحلول الملائمة لمشاكله….
يمكنك ياعزيزى القارئ ان تعود الى كتب علم النفس والمراجع الضخمه التى تناولت هذا الموضوع ضمن سلسلة الامراض النفسيه … ستجد نفس الشرح ونفس الكلام …
ويمكنك ايضا الدخول على ( جوجل ) وابحث عن مؤلفات د ( محمود يحيي سالم ) ستجد كتابا مهما يحمل عنوان ( علم النفس – المعنى والتطبيق – ) … حمل الكتاب واسبح فى بحر موضوعاته ………..
عودة الى موضوعنا :
الاحباط يكون سببا لكثير من المشاق والصعوبات .. وتختلف قدرة الافراد على تحمل تلك المشاق والصعوبات التى تواجههم فى الحياه .. فكثيرا مانجد من الناس من يصاب بهذا الاحباط نتيجة اى تعبير غير متوقع فى مجرى الامور .. او لفشله فى الحصول على مايريد ( كما ذكرت من قبل ) .. وهناك من الافراد من يتمتع بصلابه قويه . تمكنه من مواجهة المتاعب والتغلب على عوائق الاحداث اليوميه بدرجة عاليه من الصمود والتحمل .. بحيث لايجعلوا هذا الانفعال الناشئ من الاحباط يتمكن منهم او يقلل من عزيمتهم … مع الاخذ فى الاعتبار ان الاحباط قد تتدخل فى وقوعه او اصابة الفرد به . عدة اسباب او مجموعه من العوامل سأكتبها لك فورا لتتأكد ان درجة تحمل المشاق والصعوبات تعتبر واحده من اهم معايير الشخصيه السويه … واكرر .. هذا ليس كلامى انا فقط .. هذا رأى اساتذتى الكبار وعلماء الطب النفسي :-
1- يشعر الفرد بالاحباط عند مواجهة عائق يمنعه من اشباع حاجه يتطلع الي اشباعها بحرص شديد ودافع قوى
2- تلعب الخبرات دورا مهما فى الافراد .. فبقدر مرور الانسان بخبرات متعدده بقدر مايتمكن من تقبل الاحباط ( Frustration Tolerance ) كما تقال بالانجليزيه خلال الشرح …
ومن هنا يختلف الافراد فى مدى تحملهم مواقف الاحباط ( بعضهم عن بعض )
3- تلعب المحاور الثلاثه (( اهمية الحاجه بالنسبة للفرد – وشدة الاعاقه التى تواجه الفرد وضراوتها – وعدد مرات الفشل فى اشباع الدوافع ) تلعب تلك المحاور الثلاثه دورا مهما فى تحديد درجة الاحباط التى يعانى منها الفرد
4- قد يظهر الفرد سلوكا عدوانيا تجاه مصدر الاحباط ( Frustration Source ) كما تقال بالانجليزيه خلال الشرح … .. وقد يتصور نفسه سببا فى عدم اشباع دوافعه .. فيوجه سهام عدوانه الى نفسه … مع الاخذ فى الاعتبار انه ينبغى الاهتمام بتفريغ طاقة العدوان هذه .. ونحاول ان نتعامل معها بهوادة .. لان الانسان اذا ماسار تجاه دوافعه محاولا اشباعها دون ان يتوقع او يعمل حسابا لدوافعه .. فانه قد يواجه مشكلات لايعلم تأويلها ….
ومن هنا كان الادنى للصواب ان يحصل الانسان على ضرب من ضروب التوازن بين مايريد ومايملك .. او بين ماعندى وليس عندى ولكنى ارغب فيه واتطلع اليه ..
انا شخصيا محمود يحيي سالم .. ارى ان الشخص الذى تستبد به المخاوف من ان يفشل او يصاب بالاحباط من جراء خوفه من المستقبل .. مثل هذا الشخص بعيد من ان يكون شخصا سويا من الناحية النفسيه .. بحيث يصعب الركون اليه او الاعتماد على تصرفاته وافعاله …
وحتى نستكمل هذا الموضوع فى حلقه اخرى .. اختتم هذا المقال بنصيحه لكل الشباب ..
ياعزيزى الشاب .. احترس من الشيطان الذى قد يصور لك امور تدفعك للاحباط … وتذكر دائما ان المولى تبارك خلق الانسان من اجل سعادة الانسان وليس من اجل الشقاء .. ان الله لم يخلقنا ليعذبنا فى الارض .. لا .. لا … لا ..لا .. لا ورب الرحمه جل علاه … وتذكر قوله تعالى :
( وماربك بظلام للعبيد ) وقوله جل على علاه :
( ان الله لايظلم الناس شيئا .. ولكن الناس انفسهم يظلمون ) …. صدقت ياالله … صدقت … نعم وربى .. الانسان هو الذى يظلم نفسه … فلا تلوموا الا انفسكم يااهل الاحباط …
من ارد النجاح والوصول الى هدفه وتحقيق طموحاته عليه بالصبر والاصرار والعزيمه ..
ونلتقى فى حلقة جديده عند بوابة علم النفس