
عبدالرحيم عبدالباري
بالصور … إنجاز طبي جديد بمستشفى رمد قلاوون: إجراء أولى عمليات زرع القرنية الطبقية الدقيقة في مستشفيات القطاع العلاجي
في خطوة رائدة على طريق تطوير الخدمات الصحية الحكومية، نجح فريق طبي متخصص بمستشفى رمد قلاوون في إجراء عمليتين من جراحات زرع القرنية الطبقية الدقيقة، وذلك لأول مرة على مستوى مستشفيات القطاع العلاجي بالقاهرة، هذا الإنجاز يعكس الطفرة النوعية في أداء المستشفيات الحكومية، ويجسد توجيهات القيادة السياسية نحو تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين البسطاء دون تحميلهم أعباء مالية.
شهد مستشفى رمد قلاوون خلال الأيام الماضية إجراء عمليتين دقيقتين من نوع خاص في جراحات زرع القرنية، إحداهما لمريض كان يعاني من قرنية مخروطية من الدرجة الرابعة، بينما الحالة الثانية كانت لمريض يعاني من عتامة شديدة بالقرنية أثّرت على قدرته البصرية بشكل كبير، وقد تم تنفيذ العمليتين باستخدام تقنية الزرع الطبقي الدقيق، والتي تُعد من أحدث ما توصل إليه طب العيون عالميًا، ما يعكس الكفاءة العالية للفريق الطبي القائم على هذا الإنجاز.
أوضح الدكتور الجزار، أحد الأطباء المشاركين في العملية، أن جراحة زرع القرنية الطبقية الدقيقة تُعد من التدخلات المعقدة التي تتطلب خبرة ومهارة فائقة، وهي الأولى من نوعها التي تُجرى داخل مستشفيات قطاع العلاجي في العاصمة، هذا النوع من العمليات يهدف إلى استبدال الطبقات المتضررة من القرنية فقط، بدلًا من استبدال القرنية بالكامل، مما يساهم في تسريع عملية الشفاء وتحقيق نتائج بصرية أكثر دقة واستقرارًا.
أشار الدكتور الجزار أيضًا إلى أن مثل هذه العمليات الدقيقة تُجرى عادةً داخل المؤسسات الطبية الخاصة، وبتكلفة باهظة تفوق قدرة المواطن العادي، إلا أن التوجيهات الحكيمة من القيادة السياسية ركزت على ضرورة توفير خدمات طبية تضاهي تلك المقدمة في القطاع الخاص، بل وتتجاوزها في بعض الأحيان، وكل ذلك بدون مقابل مادي، تأكيدًا على أن صحة المواطن تأتي على رأس أولويات الدولة.
في سياق متصل، شدد الدكتور الجزار على أن مستشفيات القطاع العلاجي تمتلك كوادر طبية مؤهلة تأهيلاً عاليًا، ولديها من الكفاءة والخبرة ما يجعلها قادرة على إجراء جراحات دقيقة ومعقدة بنفس مستوى، بل وأحيانًا بجودة أعلى من تلك المقدمة في المؤسسات الخاصة، وأضاف أن الأطباء والعاملين بالمستشفى لا يتعاملون مع الحالات على أنها وظيفة، بل على أنها رسالة وطنية وإنسانية يجب أن تُؤدى بأقصى درجات الإخلاص والتفاني.
وفي لفتة تقديرية، توجه رئيس قطاع الشؤون الصحية بالشكر العميق للفريق الطبي المشارك في العملية، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور شريف حسني، استشاري جراحات القرنية والمياه البيضاء، والدكتورة سلمى المرسي، بالإضافة إلى طاقم التمريض المتميز الذي ضم كلًا من مس أميرة محمد ومس نوره عبد الحميد. وقد أشاد بدورهم الفعال في إنجاح هذا النوع من الجراحات الدقيقة التي تتطلب تناغمًا كاملاً بين أعضاء الفريق الطبي.
كما أعرب رئيس القطاع عن تقديره الخاص للدكتور محمد وجدي العوادلي، مدير المستشفى، الذي كان له دور محوري في هذا الإنجاز، حيث قاد عملية تطوير المستشفى منذ توليه الإدارة، واستحدث العديد من الخدمات الطبية الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، من بينها عمليات الشبكية والجسم الزجاجي وزرع القرنية. وقد أعاد بذلك تشكيل هوية المستشفى الطبية، ورفع من كفاءتها وجودة خدماتها المقدمة للمواطنين.
وأضاف الدكتور الجزار أن مستشفى قلاوون لم يعد يقتصر في تميزه على تخصص طب وجراحة العيون فقط، بل امتد تميزه ليشمل تخصصات أخرى، وعلى رأسها طب وجراحة الفم والأسنان، وأشار إلى أن المستشفى يضم عيادات متعددة تشمل عيادات الشبكية والحول وعيون الأطفال والمياه الزرقاء، إضافة إلى عيادة للنظارات، مما يوفر تشخيصًا دقيقًا وخدمة متكاملة للمريض تحت سقف واحد.
ويحتوي المستشفى أيضًا على قسم متقدم للأبحاث يشمل تقنيات مثل،”السونار، والأشعة المقطعية، ومقاسات العدسات، بالإضافة إلى قسم عمليات متكامل يضم جراحات المياه البيضاء والحول والشبكية والجسم الزجاجي والمياه الزرقاء وزرع القرنية”، كما توجد عيادات متخصصة لطب الأسنان تشمل الحشو، والخلع، وتقويم الأسنان، مما يجعل من مستشفى قلاوون نموذجًا فريدًا للمستشفى الحكومي المتكامل ذو الخدمات الطبية الرفيعة.
جدير بالذكر، إن ما تحقق في مستشفى رمد قلاوون من إنجاز طبي دقيق يُعد نقطة تحول في مسيرة التطوير الصحي بمصر، ويؤكد أن الاستثمار في الكوادر الوطنية والتقنيات الحديثة يمكنه أن يحقق طفرة حقيقية في مجال الرعاية الصحية، فبفضل الجهود المتواصلة والتفاني في العمل، أصبحت المستشفيات الحكومية قادرة على تقديم خدمات تضاهي كبرى المؤسسات الخاصة، ليبقى المواطن المصري في قلب الاهتمام، مستفيدًا من رعاية صحية متطورة، مجانية، وعلى أعلى مستوى من الجودة.