
.. نعم .. نعم .. لاانكر ابدا اننى تأثرث بالثقافه الاوروبيه كما قال لى احد القراء الاعزاء فى تعليق على منشور كتبته على صفحتى الخاصة ( دايركشن تو ) .. نعم اميل للفن الاوروبى والادب الاوروبى .. والحياه الاوروبيه و( النمط ) الاوروبى فى التعامل مع بعض الناس .. ولكن ايضا لاانكر اننى تأثرت بالثقافه العربيه وان كان ذلك بنسبه ضئيله جدا .. فاستمتع عقلى بالثقافتين وان كنت اميل اكثر للثقافه الاوروبيه.
وبعد قراءة( مئات ) الكتب والمراجع اقتحموا عقلى وفكرى منذ صباى .. او منذ نعومة اظافرى .. او من المرحلة الابتدائيه .. او .. او ..الخ .. المهم ان مئات الكتب تلك فى كافة العلوم حُفرت فى ذهنى وكل هؤلاء الذين كتبوا كل تلك الكتب .. عاشت افكارهم فى ذهنى .. ورغم ذلك لم يرض عقلى وتفكيرى الا بكاتب واحد اصبح بالنسبة لى هو اهم كاتب وافضل كاتب عندى .. .. انه :
(نيل دونالد وولش) اوNeale Donald Walsch يبلغ من العمر الان82 عاما تقريبا .. قرأت له اول مرة بعد تخرجى بثلاث سنوات ومع بداية دخولى عالم الفلسفه وعلم النفس ..وهذا المفكر العظيم اول من شد انتباهى لعالم الصراعات فى كثير من مؤلفاته ..بغض النظر عن الكاتب السياسى(المخضرم) مايلز كوبلاندMiles Copeland ذلك الامريكى الراحل الموسيقار ورجل المخابرات ورجل الاعمال المتميز .. الذى كتب الكثير والكثير عن عالم الصراعات وخاصة صراعات المنطقه العربيه وتحديدا عهد عبد الناصر من خلال كتابه العجيب و الغريب جدا (لعبة الامم) او The Game of Nations … الا انه لم يكن ببراعة وصدق (( نيل دونالد وولش )) .. والحق اقول ان هذا الرجل استفدت من فكره الروحانى والفلسفى ونهجه فى الحياه بشكل كبير جدا لدرجة اننى اصبحت مؤمنا بالنهج الذى يقول نصه : –
(( ماذا لو ان ماتعلمناه عن الله جل علاه .. ومايريده منا سبحانه وتعالى .. قد حاد تماما عن الصواب ؟ (!)
كم من الناس ستتغير حياتهم حينما يدركون ان الله تعالى لم يريد لهم ومنهم هذا وذاك .. ؟
الله لا يريد منك شيئا على الاطلاق سوى ان تختبر تجربتك الانسانيه كما لك ان تختبرها ( انت وحدك فقط )
ياعزيزى القارئ … لقد توقف عقلى قليلا عند اهم مايحدث من صراعات بين الانسان والحياه … ومايسعى اليه من اجل تحقيق طموحات اكبر منه بكثير وهو يغفل تماما ان مشيئة الله فوق كل الامانى والطموحات التى قد يكون للصراع المدمر دورا فيها ..
لعلى اتذكر تلك السطور التى قالها الفاتح الشجاع الفارس العربى العظيم ( المُهلب بن أبي صفرة ) الذى قال :
خلق الله الانسان وجعله فى مأمن من الجوع .. فجعل له الغذاء من التراب والماء .. ( اما التراب فلا ينُتقص .. بل يزيد .. والماء يتساقط عليه من السماء .. فلماذا يقاتل الانسان اخيه الانسان ( فالماء والتراب من عند الله )
(مثلا .. مثلا ) الصراع على السلطه من اكثر الصراعات انتشارا بين البشر منذ فجر التاريخ ..
ولعلى اتذكر الان من كتب التاريخ العهد الملكى فى مصر ومدى الصراعات العنيفه التى ادت فى النهايه الى طرد جلالة الملك الراحل فاروق …
ثم الصراع بين مجموعة جمال عبد الناصر و الرئيس الراحل محمد نجيب والتى انتهت بعزل الرجل وتحديد اقامته فى فيلا ( زينب الوكيل) بمنطقة المرج … ثم صراع جمال عبد الناصر ومجموعته وقد استطاع بذكاء حاد -سيئ جدا – ان( يتخلص ) منهم جميعا ولم ينجو منهم غير حسين الشافعى والشهيد انور السادات .. الذى اصبح رئيسا خلفا لجمال عبد الناصر الذى كان عهده قد شهد كوارث لن تمحوها يد السنون من ذاكرة الامه .. …. فمن منا لم يتذكر اولى الازمات والصراعات فى العهد الناصرى ؟ … ومنها أزمة او صراع مارس 1954 بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر .. وهي أزمة سياسية . أدت الى انقسام المجتمع المصري المدني في رأي بين استمرار الحركة المنحازة بقراراتها للفقراء ( كما ادعوا ) والاصلاح الزراعي، وبين المطالبين بالديمقراطية وعودة الحياة السياسية…
من منا لم يتذكر ازمة ( معارضة حلف بغداد ) وازمة العدوان الثلاثى .. وازمة مسخرة مايسمى الوحده مع سوريا .. وازمة حرب اليمن التى خسرت فيها مصر الاموال والشهداء الابرار .. وازمة الكونغو .. والعار الكبير والهزيمه المؤسفة فى حرب 67 وبالطبع لن تختفى من الذاكرة اموال وارواح الشهداء خلال مشاركة مصر فى ثورة الجزائر … لن يمحو التاريخ ايام وليالى التعذيب فى المعتقلات والسجون الحربيه وكلاب الفجر او زوار الفجر …
من منا لم يتذكر ( مذبحة القضاء ) فى 31 أغسطس عام 1969 حيث عزل عبد الناصر فيها 200 قاضي بتهمة العداء لنظام ثورة 23 يوليو 1952 ( ! )
للاسف عصر كله صراعات وازمات وكوارث …. والمثير للدهشه والتعجب والحيره والاشمئزاز والتقزز ان هناك من يمدح فى هذا العصر الذى دفع ثمنه وكان اول الضحايا فيه هو جمال عبد الناصر شخصيا …
ثم جاء الشهيد انور السادات ليحقق النصر ويصل الى السلام .. ولكن كانت بداية الصراعات مع الانفتاح بعد 5 يونيو 1975 حيث اعادة افتتاح قناة السويس بعد ان اغلقها عبد الناصر بقرار تأميم قناة السويس ….. مصر فى عهد الانفتاح شهدت اقذر واحقر وانجس العصور التى مرت بها مصر منذ الفراعنه … عهد شهد صراعات عنيفه وخلافات وازمات لاحصر لها محليا وخارجيا .. باستثناء معركة الكرامه ( حرب اكتوبر ) المجيده العظيمه .. ثم رحلة السلام .. ثم اشتعال الصراعات الداخليه التى انتهت باستشهاد البطل انور السادات ..
جاء بعد الشهيد انور السادات فخامة الرئيس الراحل حسنى مبارك ليكون هو اول من تحقق فى عهده الرقم القياسى فى ( الاشاعات ) المدمرة ضد رئيس دوله واسرته فى العالم كله ( بلامبالغه ) ليصبح مبارك اول رئيس جمهوريه فى الكون كله يشهد عهده هذا الكم الرهيب من ( الاشاعات ) ضده وضد اسرته وضد نظامه .. وانكار كل انجازات مبارك العظيمه .. وكانت هناك صراعات عنيفه فى السنوات الاخيره من عهد مبارك والتى انتهت بتخلى الرجل عن منصبه .. ثم بداية انتقام قذر وعنيف من قلة من اهل مصر تحت مسمى محاكمته … وفى مشهد مؤلم ومؤسف شهده العالم كله .. مشهد دخول العظيم الراحل حسنى مبارك قاعة المحاكمه على ( السرير الطبى ) بالبدله الزرقاء .. مشهد ابكى ملايين .. واسعد كثير من الحقراء السفهاء .. ومن سخرية القدر ان الرجل خرج من الحياه بعبارة مؤلمة وعميقه جدا .. قال فيها :
( سيذكر التاريخ مالنا وما علينا .. إن الوطن باق والأشخاص زائلون) وبهذه العبارة اكد لنا الرئيس الراحل انه كان من اعظم رؤساء وحكام دول المنطقه ..
جاء بعد مبارك حكم المكون العسكرى تحت قيادة المشير / محمد حسين طنطاوى … وقد انتهت ادارة الجيش للبلاد بعد وصول حكم اخوان الشيطان والذى انتهى بزوالهم الى الابد وانتقالهم الى الجحيم ومزبلة التاريخ .. ثم جاء الملاك المتحرك الخلوق الهادئ الرائع (جميل الروح والاخلاق) العظيم الراقى المتحضر المؤمن الوطنى المخلص معالى .. بل فخامة المستشار الجليل الرئيس المؤقت ( عدلى منصور ) ليكون الطف واروع من حكم مصر بشكل مؤقت .. وكانت اجمل سنه عاشها الشعب المصرى …. وهو من احب الشخصيات المصريه الى قلبى ..
وبعد كوارث وازمات وتطرف وارهاب وانهيار تام بسبب اخوان الشيطان كادت مصر ان تصبح مثل ليبيا واليمن وسوريا والعراق والسودان وتونس … وكادت ان تقترب من حرب اهليه وحرب شوارع .. ظهر البطل عبد الفتاح السيسى .. جاء فى توقيت مناسب جدا .. جاء ليواجه اهل الشيطان .. اهل الشر .. وقد انتصر عليهم من خلال حرب من نوع خاص ..
جاء السيسى ليصبح رئيسا لمصر .. فهل انتهت الصراعات ؟
هذا ما سنعرفه فى الجزء الثانى من هذا المقال .. والذى سيتناول الاوقات العصيبه التى مر بها فخامة الرئيس البطل عبد الفتاح السيسى والانجازات التى تمت فى عهده و للاسف ينكرها البعض ..
الختام :
هذا الجسد الذى نسكن فيه .. ليس الا وسيلة نقل وهبنا الله اياها كى نستطيع ان نحيا فوق هذه الارض دون معاناة او ( صراعات ) فان اردنا التنقل نحرك القدمين .. وان اردنا ان نرى نفتح العينين ………. الخ .. وهكذا
ولكن الكارثه تحدث عندما يعتقد الانسان انه جسد فحسب .. عندها ينكب على طلب اللهو ويدخل فى صراعات ويطمع فى كل شيئ .. ومالذا وماطاب .. وتصغر معانى النفس تدريجيا .. ويصبح الانسان غير مهتم بالرقى والتحضر والقناعة والرضى .. ولايتذوق الجمال .. ويصبح قليل الادراك .. حاد الطباع .. وربما يقتل الانسان اخيه الانسان لاجل رغيف خبز .. لان الانسانيه اصبحت فى صراع دائم .. اسمه صراع الاجيال