
حينما انفصل الموسيقار بليغ حمدي عن الفنانة ورده الجزائرية، رغم الحب الكبير الذى جمع بينهما، ذهبت ورده مباشره الى فرنسا لعلها تنسى الأيام الجميلة التي عاشتها في محرابه، وفى احد الفنادق بباريس اجرى بعض الصحفيين مقابله مع ورده وسألوها عن أحوال بليغ، وكانوا لم يعرفوا بطلاقها منه، فردت ورده بدون مبالاة وسرعه، بليغ.. مين بليغ ده.. انا معرفش حد اسمه بليغ…
وكان بليغ حمدى آن ذاك في رحلة عمل بلندن. وعندما قرأ هذه التصريحات من حبيبته، حزن حزنا شديدا بقدر الحب الذي أعطاه لمليكة قلبه ومعشوقته الأولى والأخيرة.
وكعادة اى انسان يتعرض لمحنه او صدمه ممن أحب، حاول بليغ ان ينسى مرارة الفراق، بخروجه في سهرة مع بعض الأصدقاء العرب في ملهى بلندن لعله يخفف من جرح مشاعره، وإذ بالمطربة نهاد فتوح (ابنه الفنانة سعاد محمد) لتؤدي فقرتها على المسرح وكانت تغنى اغنيه وحشتني.. وعندما لمحت بليغ بين الحاضرين.. قطعت أغنية وحشتني لتقديم التحية لبليغ وغنت اغنيه من ألحانه كنوع من التكريم له.
وغنت بالصدفة اغنيه ورده ده في ليلة قابلوه كلموه سألوه عن حبى سألوه.. قال ماعرفوش ماقبلتوش ماشفتوش.. وعندها تذكر بليغ ما حدث فانهمرت الدموع من عينيه، وبعدها بشهر كتب بليغ حمدي ولحن لمياده الحناوي …. اغنية كان ياما كان، الحب مالي بيتنا، ومدفينا الحنان، زارنا الزمان سرق منا فرحتنا، والراحة والأمان، حبيبي كان هنا، مالي الدنيا عليا بالحب والهنا، حبيبي يا أنا، يا أغلى من عينيا، نسيت مين أنا، انا الحب اللي كان اللى نسيته قوام من قبل الأوان، نسيت اسمى كمان نسيت يا سلام على غدر الإنسان. والله زمان يا هوى زمان.
قبل اكثر من 30 عاما رحل عن عالمنا الموسيقار بليغ حمدي، تاركا وراءه عالما مازال الجميع يكتشف كواليسه يوما تلو الآخر، لواحد من أبرز العلامات الموسيقية التي جاءت في تاريخ الوطن العربي.
بليغ حمدي ولد عام 1931 في شهر أكتوبر، وسيطرت عليه الموسيقى منذ صغره، وكرس لها حياته التي لم يكن فيها ما يشغله عن الإبداع.
حتى أنه لم يتمكن من الحصول على شهادة جامعية، وهرب لسنوات من استكمال دراسته بكلية الحقوق، وظلت شقيقته تتقدم بالشهادات الصحية التي تمنحه مهلة أخرى، ولكنه في النهاية لم يستكمل دراسته.
وبعد زواجه من الفنانه وردة الجزائرية، وجه كامل طاقته الفنية ناحية زوجته التي كانت بطبعها تحب الاستحواذ، معتبرا أن تلك الزيجة أثرت على أكثر من مطربة أخرى كانت بحاجه الى الحان بليغ حمدى