
اولا :
سؤال ( خبيث ) قبل المنشور :
هل انتهت اسطورة حماس والاخوان وحزب الله والحوثى و القاعدة وداعش ؟! … ان كانوا بالفعل فى طريقهم الى نهاية وجودهم .. فهل هناك امل فى ظهور عقول سياسية ( حكيمة ) ؟!
الجزء الاول
السياسه … وعظماء السياسه
رحلة طويله فى عالم السياسه .. اخذت جزء كبير من حياتى .. اخذت الوقت والمال والصحه … رحله طويله .. تمر امام عينى يوميا كفيلم سينمائى طويل ضمن سلسلة افلام العمر … ولااخفيكم سرا اعزائى القراء … اننى قد تعلمت الكثير والكثير فى هذا العالم الغريب الغامض المليئ بالتناقض وكثير من القذاره والسفاله التى جاءت مع الدخلاء ( دخلاء عالم السياسه ) فى المنطقه العربيه بالكامل .. من الصعاليك وبعض الاراجوزات .. فتحولت السياسه فى المنطقه العربيه الى ( مسخره ) .. .. وفى حقيقة الامر لايجد اى سياسى وطنى محترم غير الصمت ومشاهدة تلك المسخره من بعيد … والاذكياء هم الذين لديهم القدرة على التعامل مع تلك العناصر بحرفية مطلقه .. فمن هؤلاء الاذكياء من يتعامل بمليون طريقه اهمها ( الاحتواء والهدوء والصبر مع الدهاء والحنكه .. وان تطلب الامر ان يتعامل باستخدام ( اراجوز ) فى مواجهة الاراجوزات فلا مانع ابدا .. فالمنطقة العربيه والشعوب المتخلفه المتأخره انتشرت فيها ظاهرة اراجوزات المولد بكثره .. ومعظمهم اهل شر وعدوانيه نتيجة كم الجهل الذى اصابهم .. والشر يحتاج الى نوع خاص جدا من التعامل .. انا شخصيا اعرف عبقرى يتعامل مع اهل الشر و( البلاليص ) بكل حميميه وخفة ظل ومرح ودعابه واحترام مبالغ فيه جدا جدا جدا .. رغم ان معظمهم مقاس ( 41 برباط ) الا انه يميل الى احتوائهم لكى يتجنب عواقب شرهم من غدر وخيانه وامور اخرى .. واحيانا يدعى الغضب والحزن و يمارس ( العصبيه ) مع قليل من ( الشكوى) لوضع ( حبكه دراميه للدور الذى يقوم به ) ثم فجأة يعلن تسامحه ويبادر بالسلام والصلح …
فالطريقه الوحيده الناجحه للتغلب او للانتصار على الشر هى ان تحتضنه فتأمن مكره حتى يأتى الموعد المناسب لتغيير النمط من ( رباط مقاس 41 الى بانص ) …
فانت ياعزيزى تعيش عصر لم تشهده البشريه من قرون طويله .. والشرق الاوسط والمنطقه العربيه ضاعت فيها السياسه واهل السياسه ( العظماء ) باستثناء 3 دول فى المنطقه .. يوجد الى حد .. ما فيها جزء من السياسه المحترمه وقليل من اهل السياسه ( المحترفون ) ومنها وطنى الغالى ( مصر ) .. نعم .. نعم مصر .. مصر لايزال فيها اهل سياسه ( عباقره ) وان كانوا قله .. مصر وادارة مصر وتفاعلها فى المنطقه يؤكد تماما انها لاتزال الاقوى والاعظم والاكثر حكمه فى سياستها الخارجيه … ناهيك عن ( البلاليص والاراجوزات والدخلاء ) فهم ايضا تحتاجهم دنيا السياسه فى اوقات كثيره يتطلب معها وجود مثل هؤلاء ( السفهاء ) … فالشر اللطيف يحتاجه فن السفاله الانيق فى بعض الممارسات السياسيه التى تتخللها ( نجاسه الوفاق) وبالطبع انا هنا لااعنى سياسة الوفاق او كما نطلق عليها ( Accord policy ) اوكما تطلق عليها بعض الدول الاوروبيه وتحديدا الفرنسيون ( Rapprochement ) لان سياسة الوفاق هى بناء علاقات بين بلدين أو أكثر لدعم المصالحة والوفاق بدلا من التوتر والمواجهة التى قد تنتهى بكوارث … اما انا محمود يحيي سالم .. اصبح لى اتجاه اخر اعيش فيه الان بعد ان فقدت زمن السياسه الجميل ورحيل اهل السياسه العباقره الذين تتلمذنا على مؤلفاتهم ومحاضراتهم وبرامجهم … اعيش ليل نهار على ماتعلمته من هؤلاء … وامارس عملى العام والسياسى والمجتمعى من خلال الماضى واهل الماضى …. والان الى الماضى :
قد يختلف معى كثير من القراء حول شخصية وزير الخارجيه الامريكى الاسبق … ( كيسينجر ) … لان 80 % من العرب ينظرون الى هذه الشخصيه نظره مختلفة تماما عن نظرة اهل السياسه .. والسياسه لاتعترف بالمشاعر و ايضا السياسه لاتعرف الصداقه المطلقه ولا العداء المطلق … وانا شخصيا محمود يحيي سالم انظر الى اى سياسى فى العالم من خلال النظره السياسيه ولايشغل بالى نهائيا ( سفالته .. او كم الشر الذى بداخله .. او حتى الرقى والتحضر والانسانيه التى يتحلى بها ) وان كنت اشك فى ان اغلب السياسيون لايعرفون الانسانيه !!!!) وبالتالى :
فانا منذ فجر شبابى وانا شديد التعلق بذكاء ذلك العملاق السياسى ( المحنك ) – شديد الذكاء والعبقرىيه وزير الخارجية الامريكى – سابقا – ( الداهيه ) – هنرى كيسينجر – او Henry Kissinger – وتحتوى مكتبتى الشخصيه على العديد من مؤلفات ( هنرى كيسينجر ) واهمها كتاب ( الشراكة المضطربة – إعادة تقييم للتحالف الأطلسي – ) وكتاب ( تدريس المنطق السليم – برنامج الإستراتيجية الكبرى بجامعة ييل – ) وكتاب ( سنوات البيت الابيض) وكتاب ( سنوات من الاضطرابات) … الخ
وفى حقيقة الامر اننى تتلمذت على مؤلفاته العظيمه وكانت استفادة رائعه .. فى الوقت الذى كنت اميل فيه الى سياسه العملاق الالمانى القدير الراحل ( هيلموت كول ) او Helmut Kohl المستشار الالمانى الاسبق .. ولاتتعجب ولاتأخذك الدهشه ياعزيزى القارئ ان قلت لك اننى قرأت كتاب هيلموت كول الاخير والذى كان يحمل عنوان ( – نداء ـ حرصاً على أوروبا – ) اكثر من 15 مرة .. نعم .. نعم 15 مرة وربما اكثر .. وقد صدر بلغات عدة عام 2014 .. اى قبل وفاته بثلاث سنوات .. حيث رحل هيلموت كول عام 2017 وقد تأثرت بعقليته السياسيه الفذه …
وانا شخصيا اميل الى السياسى ( الهادئ – الوقور – المتزن – المتأنى فى اتخاذ القرار ) واميل الى السياسى ذو الفكر الفلسفى فى السياسه ) مع الاخذ فى الاعتبار اننى بعبارة ( الفكر الفلسفى فى السياسه ) لااعنى نهائيا ماكان يشير اليه الفيلسوف الراحل ( جان بول سارتر ) حول تطور فكره السياسى وتبنيه عبارة ( الفكر الفلسفى فى السياسه ) لقد كان جان بول سارتر يميل إلى ما سماه الفرنسيون ( الاشتراكية التحررية ) وكانت ميوله على – حد قوله – كانت (يساريه مثل الجميع ) .. ولست ادرى ماسر ان يقحم ( سارتر ) نفسه فى عالم السياسه وقتذاك وهو الكاتب الروائى الذى ابحر فى علم الوجود (الأنطولوجيا) .. وعلم النفس .. والأخلاق .. والعلاقة بين الفلسفة والفنون الجميلة .. ثم ادهش اهل السياسه فى العالم بذلك الذى اطلق عليه عبارة ( الالتزام السياسي ) وكأنه يؤكد للجميع انه قد تأثر بفكر ( هيجل ) و ( ماركس ) .. وان كنت ارى انه يميل لفكر ( هيجل ) اكثر !! وقد ظهر هذا بوضوح عندما اعلن سارتر عن اعجابه الشديد بكتاب ( Phenomenology of Spirit) لكاتبه (هيجل) اسم الكتاب باللغه العربيه (ظواهرية الروح ) ..
المدهش حقا والغريب ان 90 % من اهل السياسه فى العالم وتحديدا عظماء السياسه يميلون الى فكر وفلسفة جان بول سارتر … واتذكر فى فجر شبابى عندما التقيت بالراحل الدكتور / اسامه الباز (مدير مكتب رئيس الجمهوريه) للشئون السياسه ( المستشار السياسى للرئيس ) ودار بينى وبينه نقاش حول الفلسفه الوجوديه ورفضى التام لفكر الفيلسوف الالمانى الراحل .. ( مارتن هايدجر ) وايضا بعض افكار ( سارتر ) .. فكانت المفاجأة لى ان اسامه الباز كان شديد الاعجاب والتعلق والميل بفكر ( هايدجر ) و( سارتر ) .. وفيما بعد اكتشفت ان كل السياسين الذين تأثرت انا شخصيا بهم لديهم نفس الميول .. باستثناء السياسى البارع العربى الراحل ( سعود الفيصل ) احد اهم عباقرة السياسه فى الوطن العربى واكثر وزراء الخارجيه العرب ( حنكة وذكاء ) .. فهو من العشرة الاوائل المتميزين فى عالم السياسه فى الوطن العربى والعالم .. وهم ايضا بالنسبة لى اهم الشخصيات السياسه التى تأثرت بفكرهم السياسى وتتلمذت على سيرهم الرائعه ومحاضرات البعض منهم ومؤلفات وكتب بعضهم .. ومنهم سياسيون علي قيد الحياه ومنهم لايزال يعمل في السياسه .. وان كان اكثرهم قد رحل وهم علي سبيل المثال .. لا الحصر ) سواء علي قيد الحياه او رحلوا :-
عصمت عبد المجيد ( امين عام جامعة الدول العربيه ) سابقا .. بطرس غالى ( امين عام الامم المتحده ) سابقا .. واسامه الباز السياسى المصرى .. وجوسيب بوريل وزير خارجية اسبانيا السابق.. وسيرجى لافروف وزير خارجية روسيا .. واحمد ابو الغيط ( امين عام جامعة الدول العربيه ) .. وادوارد شيفرنادزه وزير خارجية الاتحاد السوفيتى – سابقا – ورئيس جورجيا الاسبق … وجيمس بيكر وزير الخارجية الامريكى الاسبق .. وبينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان – سابقا – والراحل اسماعيل فهمى وزير خارجية مصر – سابقا – والعملاق الجرئ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين .. والرئيس الصينى ( شي جين بينج ) وهو عملاق الحزب الشيوعي في الصين) .. والرئيس الفرنسي الراحل ( فاليرى جيسكار ديستان ) وجيمي كارتر الرئيس الامريكي الاسبق .. والعظيمه الراحله ( انديرا غاندى ) رئيسة وزراء الهند – سابقا – وهنا لابد وان اتوقف قليلا .. لكى اضع ملاحظه قد تكون ( صادمه ) لـ99% من القراء .. عن ( انديرا غاندى ) التى يعتقد البعض انها ابنة اوحفيدة الزعيم الهندى الراحل ( غاندى ) او المهاتما غاندى … وفى حقيقة الامر .. ان انديرا غاندى لاعلاقة لها نهائيا بالزعيم ( غاندى ) .. بل المعلومه الصحيحه انها ابنة الزعيم ( جواهر لال نهرو ( اول رئيس وزراء للهند ) وكانت زوجة للناشط السياسى والصحفى الهندى ( فيروز غاندى) وحملت اسمه فاصبح اسمها ( انديرا غاندى ) هو نفسه غير اسمه من فيروز خان الى فيروز غاندى … ولاعلاقة لهما بالزعيم غاندى .. وانديرا تم اختيارها رئيسة للوزراء بعد رحيل ( لال باهادور شاشتري) السياسى الهندى المناضل .. وقد تم اغتيالها فى اكتوبر 1984
عودة الى الشخصيات السياسيه التى تأثرت بها ..
فأنا شديد الاعجاب بالمستشاره الالمانيه السابقه ( انجيلا ميركل ) وايضا السياسى القدير الراحل هيلموت شميت ( المستشار الالمانى الاسبق ) .. ولن استطيع نسيان السياسى البارع الراحل ( خافيير بيريز دي كوييار ) الأمين العام للأمم المتحدة – سابقا – والراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان (زعيم الامارات الخالد ) رجل العروبه والشهامه والاصاله والكرم والنبل والوطنيه والاخلاص والصدق رحمة الله على الشيخ زايد فخر العرب …
اتمنى ان اجد فى المنطقه العربيه شخصيات سياسيه تترك الاثر الفعال فى فكرى السياسى .. تتحلى بالحكمه والعقلانيه والهدوء والاتزان …………… ولكن
للاسف كله فى ( الهجايص )